المولد النبوي.. فرح بالنور لا مجال فيه للجدال
مريم الحيمر:الجنوبية بريس متابعة
يتجدد مع كل شهر ربيع الأول ذلك الجدل السنوي بين مؤيد ورافض للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكأننا ننسى جوهر القضية. والحقيقة أن الاحتفال بمولد خير البرية ﷺ ليس مجرد عادة أو تقليد، بل هو تعبير صادق عن حب المسلمين واعتزازهم بقدوم من غيّر مجرى التاريخ البشري كله.
نعم، النبي الكريم توفي في هذا الشهر، لكننا نحتفل بميلاده لا بوفاته، نحتفل بالنور الذي أشرق على الدنيا يوم وُلد رسول الرحمة، لا بيوم رحيله الذي هو قدر الله المحتوم.
الاحتفال بالمولد ليس تبذيرًا ولا إسرافًا في الولائم، بل هو تجديد للعهد برسالته: أن نقرأ سيرته، نصلي عليه، نُقيم مسابقات لحفظ أحاديثه، ونغرس في الناشئة محبته وسنته. إنه يوم للتأمل في أخلاقه العطرة واستلهام القيم التي جاء بها، لا للخصام ولا لإشعال الخلاف.
قال الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} (يونس: 58). وأي رحمة أعظم من بعثة النبي ﷺ؟ لذا فالفرح به عبادة، والاحتفال به تذكير بواجبنا تجاهه.
فلنكف عن تضييق واسعٍ فتحه الله علينا، ولنترك الجدل جانبًا، فالأمة اليوم أحوج إلى التكاتف لمواجهة قضاياها الكبرى بدل أن تستنزف وقتها في خلافات اجتهادية.