غياب الطبيب المختص يهدد حياة مرضى القصور الكلوي بمركز تصفية الدم بطانطان

aljanoubiapress4 يوليو 2025آخر تحديث :
غياب الطبيب المختص يهدد حياة مرضى القصور الكلوي بمركز تصفية الدم بطانطان

غياب الطبيب المختص يهدد حياة مرضى القصور الكلوي بمركز تصفية الدم بطانطان

طانطان :رئيس التحرير الجنوبية بريس متابعة

يعيش مركز تصفية الدم بمدينة طانطان وضعا صحيا مأساويا، حيث يواجه أزيد من 70 مريضا خطرا حقيقيا على حياتهم بسبب غياب طبيب مختص لأكثر من ستة أشهر. هذا الغياب الطويل يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل خدمات هذا المرفق الحيوي، خاصة في ظل تزايد حالات القصور الكلوي بالمنطقة والاعتماد الكلي على هذا المركز كوجهة وحيدة للمرضى.

الوضع في المركز يتدهور يوما بعد يوم، حيث يتابع المرضى حصص التصفية في غياب طبيب مختص يفترض أن يتخذ قرارات طبية حاسمة تتعلق بنقل الدم أو تعديل معايير التصفية أو التدخل عند الطوارئ. هذه القرارات تستوجب وجود طبيب بصفة دائمة، لكن غياب الطبيب المختص يجعل الطاقم التمريضي يعمل في ظروف صعبة، حيث يجد نفسه أمام تحديات يومية تفوق إمكانياته واختصاصاته، خاصة في التعامل مع الحالات الحرجة مثل انخفاض ضغط الدم أو الإغماء المفاجئ أثناء الحصص.

وفي محاولة لسد الخصاص، تم تعيين طبيبة عامة بالمركز مؤخرا. ومع ذلك، يبقى هذا الإجراء محدود الأثر بسبب خصوصية مرض القصور الكلوي وتعقيد الحالات، التي تستلزم إشراف طبيب متخصص في أمراض الكلى قادر على اتخاذ القرارات الدقيقة ومواكبة الحالة الصحية للمرضى بشكل علمي.

استمرار غياب الطبيب المختص يفاقم معاناة مرضى القصور الكلوي ويدفع العديد من الأسر إلى حلول صعبة، أبرزها التوجه إلى مدن أخرى للعلاج، في ظل العجز عن تغطية التكاليف الباهظة للتنقل والعلاج. هذا الوضع يعكس غياب إرادة حقيقية لحل هذا الإشكال الذي يمس الحق في الحياة.

في انتظار حلول جذرية تضمن استقرار الخدمات الصحية بالمركز، يبقى المرضى عرضة للمخاطر. هناك حاجة ملحة لتدخل عاجل من الجهات المسؤولة على قطاع الصحة بالإقليم أو الجهة لتوفير طبيب مختص وضمان تقديم خدمات صحية آمنة وذات جودة. يجب أن تكون الأولوية القصوى هي ضمان حياة المرضى وتوفير الرعاية اللازمة لهم، دون أي تأخير أو تقصير.

في الختام يبقى السؤال الملح هو: إلى متى ستبقى حياة المرضى معلقة بغياب طبيب؟ هل ستتدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أم أن الأمر سيبقى رهين الإهمال والتقصير؟ الأيام القادمة ستكشف عن الكثير في هذا الصدد، وستحدد مصير المرضى الذين يعيشون على حافة الخطر بسبب غياب الرعاية الصحية اللازمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة