مراكش تستعد لانطلاق “إيزي جيت”: بوابة بريطانيا الجديدة لإفريقيا تفتح في المدينة الحمراء

aljanoubiapress19 أكتوبر 2025آخر تحديث :
مراكش تستعد لانطلاق “إيزي جيت”: بوابة بريطانيا الجديدة لإفريقيا تفتح في المدينة الحمراء

مراكش تستعد لانطلاق “إيزي جيت”: بوابة بريطانيا الجديدة لإفريقيا تفتح في المدينة الحمراء

رئيس التحرير الجنوبية بريس متابعة

تستعد مدينة مراكش لاستقبال نقلة نوعية في قطاع الطيران والسياحة، مع الإعلان عن عزم شركة “إيزي جيت” البريطانية، أحد عمالقة الطيران منخفض التكلفة، إنشاء قاعدة تشغيلية دائمة لها بمطار مراكش المنارة ابتداء من صيف عام 2026. يأتي هذا المشروع الثمرة الأولى لشراكة استراتيجية أبرمتها الشركة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، مما يضع المدينة في قلب الخريطة السياحية واللوجستية الدولية.

تمثل هذه القاعدة علامة فارقة، ليس فقط لمراكش بل للمغرب والقارة الإفريقية بأكملها، حيث ستكون الأولى من نوعها لشركة “إيزي جيت” في إفريقيا. ويعكس هذا القرار الثقة المتزايدة في متانة الاقتصاد المغربي وجاذبية وجهاته السياحية. ستعتمد القاعدة التشغيلية الجديدة على أسطول مبدئي مكون من ثلاث طائرات ستتمركز بشكل دائم في مطار مراكش المنارة، لتنطلق منها نحو وجهات أوروبية وعالمية متعددة.

من المتوقع أن يحقق هذا الاستثمار أثراً اقتصادياً ملموساً على أرض الواقع. فقد أعلنت الشركة أن المشروع سيساهم في خلق حوالي 100 منصب شغل مباشر، يشمل طواقم الطائرات والفنيين والإداريين. كما سينعكس هذا النشاط الجوي بشكل إيجابي على القطاعات الاقتصادية المرتبطة، حيث من المرتقب أن يوفر آلاف الوظائف غير المباشرة في مجالات مثل الفنادق، المطاعم، النقل السياحي، والخدمات اللوجستية، مما سيعطي دفعاً قوياً لسوق الشغل بالجهة.

على الصعيد السياحي، سيشكل هذا المشروع محركاً حقيقياً لتعزيز الحركية والتنمية الاقتصادية بجهة مراكش آسفي. فوجود قاعدة تشغيلية دائمة يعني زيادة كبيرة في عدد الرحلات الجوية وربط المدينة بعدد أكبر من المصادر السياحية الأوروبية، مما سيسهل وصول أعداد متزايدة من السياح على مدار السنة. هذا التدفق سيدعم بشكل مباشر شبكة الأعمال المحلية ويجعل مراكش وجهة أكثر تنافسية وجاذبية.

أما على مستوى الطاقة الاستيعابية، فتعد الأرقام المعلنة مؤشراً على حجم الطموح. حيث من المقرر أن توفر القاعدة التشغيلية الجديدة ما يقارب 4 ملايين مقعد سنوياً خلال عامها التشغيلي الأول. هذه الطاقة الهائلة لا تعني فقط تيسير سبل السفر إلى مراكش، بل تعكس أيضاً توقعاً لطلب متصاعد، مما يضع المغرب على خريطة السياحة الجماعية المستدامة، ويساهم في تحقيق أهدافه الاستراتيجية لاستقطاب ملايين الزوار.

باختصار، يمثل قرار “إيزي جيت” أكثر من مجرد افتتاح خطوط جوية جديدة؛ إنه إعلان ثقة قوي في مستقبل مراكش كقطب سياحي واقتصادي رائد. هذا المشروع الذي يجمع بين القطاعين العام والخاص، يعد بوضع المدينة الحمراء على عتبة مرحلة جديدة من الازدهار، معززاً مكانتها كجسر يربط المغرب بإفريقيا والعالم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة