الأطر الصحية ترد: إصلاح المنظومة يبدأ بالاعتراف لا بالاتهام
رئيس التحرير الجنوبية بريس متابعة
دخل المكتب الجهوي للنقابة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية العامة للشغل على خط الجدل الذي أثاره منشور وزير الصحة رقم 98 الصادر بتاريخ 23 شتنبر 2025 معلنا رفضه لما وصفه بشيطنة الأطر الصحية وتحميلها مسؤولية أعطاب المنظومة.
وذكرت النقابة في بيان لها بالتضحيات التي قدمها مهنيو القطاع منذ عقود من دورهم في محاربة الأوبئة وإنجاح المسيرة الخضراء إلى التضحيات البطولية خلال جائحة كورونا معتبرة أن محاولة تحميلهم وزر فشل السياسات العمومية في الصحة تزييف للحقيقة وتنصل من المسؤولية.
وأكدت النقابة أن جوهر الأزمة يعود بالأساس إلى محدودية الميزانية المخصصة للقطاع والتي لا تتجاوز 32 مليار درهم إضافة إلى ظروف عمل قاسية لا تحترم في عدد من المؤسسات الصحية أدنى الشروط الإنسانية مشيرة إلى أن بعض المراكز لا تزال تفتقر حتى إلى الماء الصالح للاستعمال.
ولفت البيان إلى أن الأطر الصحية تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع غضب المرضى بسبب غياب الأدوية الأساسية وخاصة أدوية الأمراض المزمنة عن صيدليات المراكز الصحية منذ مدة رغم أنها ضحية الأزمة لا سببها.
وفي هذا السياق شددت النقابة على أن المواطن والأطر الصحية في خندق واحد وأن نضالاتها لم تكن يوما سوى دفاع عن كرامة المهنيين وضمان مجانية وجودة الخدمات الصحية باعتبارها حقا أساسيا لا يقبل المساومة.
وطالبت النقابة برفع الميزانية الصحية إلى 12 في المائة على الأقل من الميزانية العامة انسجاما مع المعايير الدولية وتحسين ظروف العمل داخل المؤسسات عبر توفير الماء والكهرباء والتجهيزات الأساسية وإصلاح البنيات التحتية وضمان الأمن والتموين المنتظم بالأدوية الأساسية مع آليات شفافة للتوزيع والمراقبة إضافة إلى التوظيف الكافي والمنتظم للموارد البشرية وفق الخريطة الصحية وتحفيز الأطر ماديا ومعنويا من خلال مراجعة منظومة الأجور والتعويضات وتحقيق المساواة في التعويض عن الأخطار المهنية وتعزيز التكوين المستمر كما دعت إلى اعتماد حكامة رشيدة لمحاربة الفساد والزبونية وتكريس الشفافية وإشراك الأطر الصحية في صياغة السياسات الصحية لضمان نجاح الإصلاحات.
وختم المكتب الجهوي للنقابة الوطنية لقطاع الصحة بيانه بالتأكيد على أن طريق الإصلاح يبدأ بالاعتراف بمكانة الأطر الصحية ودورها المحوري لا بتحميلها وزر سياسات فاشلة مضيفا أن صحة المواطن ليست ترفا بل أساس أي تنمية حقيقية ولا يمكن لبلد أن ينهض دون جعلها أولوية وطنية قصوى.

الجنوبية بريس ترصد الأحداث وتنقل الخبر




