الرهانات الدنيئة لأصحاب المقاهي.. فتيات بأجساد بارزة وملابس شبه عارية لجلب الزبائن

aljanoubiapressمنذ 15 ثانيةآخر تحديث :
الرهانات الدنيئة لأصحاب المقاهي.. فتيات بأجساد بارزة وملابس شبه عارية لجلب الزبائن

الرهانات الدنيئة لأصحاب المقاهي.. فتيات بأجساد بارزة وملابس شبه عارية لجلب الزبائن

مريم الحيمر:الجنوبية بريس متابعة

لم يعد مستغرباً أن تجد في شوارعنا مقاهي فارغة تماماً من الزبائن حين يكون طاقمها ذكوراً فقط، بينما تمتلئ عن آخرها حالما تُستقدم فتاة بلباس ضيّق، كاشف، يُبرز أكثر مما يستر. المفارقة الصادمة أن كثيراً ممن ينتقدون هذه الممارسات علناً هم أنفسهم من أوائل الجالسين في الصفوف الأمامية لتلك الطاولات، يلتهمون المشهد بأعينهم قبل فناجين قهوتهم.

المصيبة ليست في عمل المرأة كنادلة؛ فهذا عمل شريف لا عيب فيه. العيب في تحويلها إلى وسيلة استعراض رخيصة، جسداً يُستغل لجذب الزبائن، وحيلة مفضوحة لتسويق “الشهوة” بالقهوة. هنا تنقلب الموازين: يتحول صاحب المقهى إلى وسيط غير مباشر، ويُختزل عمل المرأة إلى دعارة مقنّعة تحت لافتة الخدمة.

أي قيمة تبقى حين يصبح الرزق مشروطاً بجسد بارز أو قميص شفاف؟ أي بركة يمكن أن تُرجى من مال جُلب عبر إثارة الغرائز وتغذية المكبوتات؟ ومن المخجل أن ترى بعض من يدّعون التدين والالتزام ينزلقون إلى لعب دور “الوسيط” من حيث لا يدرون، وهم يستثمرون في فتح مقاهٍ قائمة على استغلال جسد المرأة بدل احترامها كإنسانة لها كرامة وحق في عمل نظيف.

لقد تحولت المقاهي إلى مسارح يومية للشهوات، حيث يلهث المتزوج قبل العازب خلف مشهد عابر، وكأنها لحظة انتقام من فراغ عاطفي يعيشه في بيته. والنتيجة: علاقات مفككة، أسر متصدعة، وأخلاق تُذبح على طاولة القهوة.

المطلوب ليس طرد النساء من المقاهي، بل إرساء ضوابط تحترم العامل والعاملة على حد سواء. فعمل النادلة شريف متى ارتبط بلباس لائق يحميها من الابتذال ويحفظ مكانة المقهى. أما حين يتحول الأمر إلى “عرض أزياء رخيص” لجذب الزبائن، فذلك ليس سوى تجارة في الفاحشة، ولو حملت اسم “مقهى عائلي”.

فلتستفق الضمائر: الرزق الحلال لا يحتاج إلى عريّ مستورد، ولا إلى أجساد تُباع على طاولات القهوة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة