المرأة التي تتفاخر بالطلاق… هل أصبح الفرح بالانفصال موضة

aljanoubiapress20 سبتمبر 2025آخر تحديث :
المرأة التي تتفاخر بالطلاق… هل أصبح الفرح بالانفصال موضة

المرأة التي تتفاخر بالطلاق… هل أصبح الفرح بالانفصال موضة؟

مريم الحيمر:الجنوبية بريس متابعة

في عالم يقدّس الشهرة ويجعل من كل تفصيل صغير مادة للنقاش العام، ظهرت ظاهرة غريبة ومثيرة للجدل: المرأة التي ترفع الطلاق إلى مستوى احتفال علني، وكأنها تتباهى بما يعتبره المجتمع فضيحة شخصية. حفلات الطلاق، اللايفات المباشرة، والتسويق لمشاعر الانتصار على الزوج السابق صارت أدوات لتلميع الذات على حساب كرامة الأسرة والأطفال.

إنها ليست حرية تعبير، ولا شجاعة، بل سقوط أخلاقي كامل. الأم التي تكشف أسرار بيتها، وتفضح تفاصيل حياتها الزوجية في منصات التواصل الاجتماعي، تتحول إلى بائعة شهرة رخيصة، تاركة آثارها على الأبناء ومجتمعها. الأطفال يسمعون ما لا يجب أن يسمعوه عن آبائهم، وتتحول حياتهم إلى مادة تسلية للغرباء.

والمؤسف أكثر، أن هذه الاحتفالات تأتي أحيانًا على حساب الزوج الحنون الطيب، الذي يكد من الصباح إلى المساء ليضمن لقمة العيش، ويحفظ كرامة زوجته، ويصون الأسرة كلها. الرجل الذي يراعي الله في زوجته وأطفاله، ويخاف عليهم من كل سوء، لا يجب أن يكون سببًا للفرح بانفصال، بل المفروض أن يكون الحزن على فراقه واجبًا أخلاقيًا، وما يزيد الأمر سوءًا أن انقسام الأسرة بالكامل يتحمل تبعاته الأبناء، فيما النساء قد يناصرن نساء أخريات، لكنه الزوج الحقيقي يبقى رمز المسؤولية والمودة والوفاء.

نحن مع استقلالية المرأة في العمل، الدراسة، الثقافة، والمناصب العليا، فهذا حقها الطبيعي والمشروع. لكننا ضد استقلاليتها عن الأسرة التي هي نواة المجتمع، وعن الأطفال الذين هم عماد الوطن، وعن الزوج الحنون الطيب المعطاء، الذي يمثل السكن والرحمة كما جاء به ديننا الحنيف. واضح أن هذا يحدث مع ظهور بعض المؤثرين والمؤثرات الذين لا عمل لهم، سواء تحريض المرأة على تشتيت شمل الأسرة والجهر بالعصيان في وجه الزوج والانحلال الأخلاقي.

المرأة التي تفرّغ الطلاق في حفلات وفرح علني، تتباهى بالانفصال وكأنه جائزة لها، لا تعي أنها تتاجر بالحب والحنان والستر الذي هو أعظم ما تملكه. كل شهادة علمية أو لقب مهني يصبح بلا قيمة إذا كانت تُباع على مذبح الفضائح والتشهير. وكما جاء في القرآن الكريم: “وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” (البقرة: 237)، فالوفاء بالحقوق والستر والرحمة بين الزوجين واجب على كل إنسان.

الحياة الزوجية ليست مجرد صراع أو خطأ يُحتفل به؛ هي بيت، أطفال، وذكريات. ومن يفرّط في ذلك لتحقيق التفاخُر بالطلاق، يبرهن على غياب الوعي والضمير. أما المرأة التي تحافظ على ستر بيتها، وتحتضن أطفالها بعطف وحنان، فهي وحدها التي تستحق الاحترام والاعتبار، مهما كانت ظروف انفصالها صعبة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة