عرفت المنظومة التربوية ببلادنا إصلاحات عديدة. ولازال المستوى الدراسي في تراجع خطير فمن المسؤول؟
خليل لغنيمي الجنوبية بريس متابعة
رغم مرور عقود على إطلاق سلسلة من الإصلاحات التربوية في المغرب، إلا أن واقع التعليم بالمغرب يكشف حقيقة صادمة: المستوى الدراسي للتلاميذ لم يرقَ إلى الطموحات. التقارير الوطنية والدولية تسجل تراجعًا مقلقًا في نتائج التلاميذ خاصة في اللغات والرياضيات والعلوم.
السلطات الوصية تُعلن عن مشاريع كبرى لتأهيل المنظومة التربوية، ورُصدت لها ميزانيات ضخمة، غير أن حصيلة هذه البرامج ظلت دون انتظارات الأسر المغربية. فرغم بناء مؤسسات جديدة وإدخال بعض المناهج الحديثة، فإن مؤشرات الجودة لم تتحسن بالشكل المأمول.
يتفق خبراء التربية أن فشل هذه الإصلاحات يعود إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، منها غياب تكوين معمق للأساتذة وضعف التحفيز، وكثرة التغييرات في المقررات دون رؤية متكاملة، والاكتظاظ والبنية التحتية الهشة، والفوارق بين التعليم في المدن الكبرى والمناطق القروية والهامشية.
السؤال المطروح اليوم هو: إلى متى ستظل المدرسة العمومية حقل تجارب لمخططات متعاقبة؟ وكيف يعقل أن تُصرف ملايير الدراهم على إصلاحات متكررة دون أن يلمس المواطن البسيط أي تحسن في مستوى أبنائه الدراسي؟
المنظومة التربوية في المغرب لا تحتاج فقط إلى إصلاحات شكلية أو مشاريع مرحلية، بل إلى ثورة تربوية حقيقية تعيد الاعتبار للأستاذ، وتوفر العدالة التعليمية، وتربط التعليم بسوق الشغل، وتضمن المتابعة والمحاسبة. فبدون ذلك، سيظل التعليم الحلقة الأضعف في مسلسل التنمية، وسيبقى مستقبل الأجيال رهين الوعود المؤجلة.
#الجنوبية_بريس #ترصد_الأحداث_وتنقل_الخبر