aljanoubiapress29 أغسطس 2025آخر تحديث :

انطلاق مهرجان زمران الشرقية في قلعة السراغنة بحضور جماهيري كبير وتنظيم محكم”

متابعة//الحجوي محمد عبد الرحيم عشاب :الجنوبية بريس

بقلب المحبة والتاريخ العريق، انطلقت فعاليات المهرجان السنوي “زمران الشرقية” في إقليم قلعة السراغنة، محافظةً على إرث الأجداد ومستقطبةً قلوب الأبناء، خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 30 من الشهر الجاري.

شهدت الأيام الأولى للمهرجان حضوراً جماهيرياً منقطع النظير، جسّد لوحة بشرية ملونة تزينها ملامح الفرح والترقب. اجتذبت الفعاليات عائلات وأطفالاً وشباباً من مختلف الأعمار، توافدوا من كل حدب وصوب ليصطفوا على جنبات المضمار، محولين المكان إلى خلية نحل تطنّ بالأهازيج المحلية والأغاني الشعبية التي أعادت الوافدين إلى ذكريات أيام تاريخية جميلة، تروي أمجاد الفروسية والشجاعة.

انطلقت الشرارة الأولى للمهرجان بفقرات بديعة لتقديم “السربات”، وهي عروض فنية استعراضية تقدمها الخيول بخطوات متناغمة، تبهر الحضور برونقها وأناقتها. تلا ذلك تسجيل الحضور الرسمي للفرق المشاركة، وسط أجواء مفعمة بالبهجة والترقب، غمرت كل أركان المضمار ومحيطه، معلنة بداية استعراض القوة والجمال.

لم يكن الحضور الجماهيري الكثيف هو السمة الوحيدة التي ميزت هذه التظاهرة، بل برز التنظيم المحكم كأحد أبرز أركان نجاحها. اتسمت الخطة الموضوعة بدقة عالية وحنكة كبيرة، جعلت من تدفق الحشود واستمتاعهم بالأحداث أمراً يسيراً. كل ذلك كان تحت إشراف لجنة تنظيمية أظهرت رزانة في التخطيط وبراعة في التنفيذ.

ولعل الخيط الناظم الذي ربط هذه العناصر كلها كان التعليق الصوتي المتميز الذي رافق الفعاليات. قدم المذيع المكلف بتغطية أحداث المضمار مادة إذاعية غنية ومفصلة، سرد من خلالها مسار الفرق المشاركة وتاريخها العريق وإمكاناتها الفريدة. لم يكن مجرد مذيع ينقل الأحداث، بل كان عالماً بأخبار الفرسان ومحيطاً بتفاصيل سيرهم، مما أضفى على ذلك مصداقية وعمقاً، جعل الجمهور يعيش تجربة غامرة، وكأنه يقلب صفحات كتاب مفتوح عن تاريخ الفروسية الأصيل.

هكذا، وبكل جدارة، يؤكد مهرجان زمران الشرقية مكانته كواحد من أبرز المهرجات التراثية التي تحافظ على الهوية وتحتفي بالأصالة، في مشهد يجمع بين إرث الماضي وحيوية الحاضر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة