حق دستوري مهدد: دوار أولاد تاونزة يطالب ببيئة سليمة وآمنة”
مراد مصباح :الجنوبية بريس متابعة
تشتكي ساكنة دوار أولاد تاونزة، التابع للنفوذ الترابي لجماعة اكزناية الجنوبية، قيادة أكنول، إقليم تازة، من وجود مطرح عشوائي للنفايات تحول إلى كابوس يومي، بسبب الحرائق المتكررة التي يتعرض لها، ما يتسبب في حالات اختناق وصعوبة في التنفس، خاصة لدى كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
ووفقًا لشكاية توصلت بها جريدة “خبايا نيوز”، فإن هذا المطرح، القريب من التجمعات السكنية، لم يعد مجرد مشكل بيئي، بل بات يشكل خطرًا مباشراً على الصحة العامة، في ظل استمرار حرق النفايات بشكل عشوائي، وما يرافقه من انبعاث غازات سامة تحتوي على مكونات مسرطنة ومسببة لأمراض تنفسية وجلدية خطيرة.
ولا تقتصر معاناة الساكنة على أضرار المطرح العشوائي فحسب، بل تتفاقم بسبب وجود مصب للمياه العادمة يُفرغ محتوياته في مجرى مائي طبيعي دون أية معالجة، مما يؤدي إلى تلوث التربة وتهديد الفرشة المائية، في خرق واضح لأبسط معايير السلامة البيئية، علماً أن المنطقة تعتمد بشكل كبير على النشاط الفلاحي كمصدر رئيسي للعيش.
وقد عبّرت الساكنة، في شكايتها، عن استنكارها لما وصفته بسياسة “الآذان الصماء” التي تنتهجها الجهات المعنية تجاه الشكايات العديدة التي تم توجيهها، والموقعة والموثقة، منددة بتقاعس المجالس المنتخبة المتعاقبة، والسلطات المحلية، ومصالح المياه والغابات عن تحمل مسؤولياتها.
وتطالب الساكنة بما تعتبره حقًا دستوريًا في بيئة سليمة، كما ينص عليه الفصل 31 من دستور المملكة، مؤكدة ضرورة الإغلاق الفوري للمطرح العشوائي وتعويضه بمركز منظم لتدبير النفايات.
كما دعت إلى إحداث محطة أو نظام لمعالجة المياه العادمة وفق المعايير الصحية والبيئية، وإيفاد لجنة إقليمية تضم جميع المصالح المختصة للقيام بمعاينة ميدانية واتخاذ التدابير العاجلة، إضافة إلى فتح تحقيق جدي في أسباب التراخي المؤسسي، وتحديد المسؤوليات الإدارية والتقنية.
وشددت الساكنة على أن الوضع في دوار أولاد تاونزة لم يعد يحتمل مزيدًا من التأجيل أو التسويف، معتبرة أن استمرار هذا الإهمال لا يُهدد البيئة فحسب، بل يزعزع الثقة في مؤسسات يُفترض أن تكون في خدمة المواطن. وطالبت بتدخل عاجل وجاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان حق الساكنة في العيش وسط بيئة نظيفة وآمنة تحفظ كرامتهم وصحتهم.