العبقري المختار بن حامدٌ الديماني:إبن خلدون الصحراء كما يلقبه البعض
رئيس التحرير الجنوبية بريس متابعة
لعل من الشخصيات البيظانية الحسانية التي بلغت من الشهرة ما جعل الترجمة لها ضربا من العبث ابنُ خلدون هذه الصحراء بلا منازع: العلامة الأديب العبقري المختار بن حامدٌ الديماني، المختار استحق هذا اللقب لسبب بسيط هو أن أي من أراد اليوم الكتابة عن أي جزء من تاريخ هذه الصحراء لابد أن يعزو للمختار ويقتبس من أعماله، حتى ولو كان بصدد الكتابة عن عشيرته الأقربين!..
هذا هو الجزء المعلوم من شخصية المختار، لكن الذي لا يعلمه الجميع أن الرجل كان موسوعة تمشي على قدميها، فهو كان عالما متفننا، وأديبا أريبا، ولسانيا فصيحا، هذا مع ما كان يتمتع به من الذكاء النادر وسرعة البديهة المشهودة..
المختار بحق ممن تعتز هذه الصحراء أيما اعتزاز بانتماءهم إليها، ولنا اليوم وقفة مع سيرته النيرة إطلاعا للأجيال على المسؤولية التي تركها لهم السلف في حمل مشعل العلم والثقافة..
هو المختار بن حامدٌ بن محمذ بن محنض باب بن اعبيد بن أحمد بن المختار بوي بن يعقوب بن باركل فيه بن يعقوبنل بن ديمان بن يعقوب بن موسى بن مهنض امغر التنوكلي، وأمه ابنة المختار بن بيدحْ الديماني، سليل بيتيْ علم وقضاء وذكاء من المجموعة الديمانية، ولد في نهاية العام 1897م أو بداية العام 1898م عند اتويرجه من أعمال المذرذره، حفظ القرآن الكريم في السابعة من عمره على شيخ من المدلش ثم أخذ رسمه عن خاله حامدٌ بن بيدحْ وهو في التاسعة من عمره، وأخذ التجويد عن الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن محنض بابَ وأنهاه وهو في العاشرة، وأخذ مبادئ اللغة والفقه عن أبيه وعميه بارك الل بن محمذ بن محنض بابَ وبابَ بن محمذ بن محنض بابَ، ودخل المدرسة الفرنسية في المذرذة مكرها وهو في الثالثة عشر من عمره وجاءت الحرب العالمية الأولى فأغلقت المدرسة وخرج منها بعد أن أتقن اللغة الفرنسية، وعاد ليأخذ المنطق عن والده، ثم توجه إلى محظرة الشيخ يحظيه بن عبد الودود الجكني بالنسب الڭناني بالوطن حيث تعمق في المواضيع اللغوية، ومنها إلى محظرة أهل محمد بن محمد سالم المجلسيين حيث أخذ الإفتاء في المذهب المالكي عن الشيخ عبد القادر(قاري) بن أحمد بن محمد بن محمد سالم المجلسي.
شُغف المختار في مراهقته بالمطالعة خصوصا للكتب الأدبية فعكف عليها وحفظ الكثير من الشعر خصوصا الصحراوي منه، كما نبغ في قرضه، وقد عمل في ثلاثينيات القرن المنصرم تاجرا في مدينة اندر السنغالية، والتي كانت -ولا زالت- تتواجد بها جالية عربية شامية ليست بالقليلة، وكان المختار مشهورا بين أهل المدينة بالشعر رواية وإنتاجا، وذات يوم قدِم على تاجر سوري يعرفه يريد شراء كيس من الصابون فقدِم عليه عنده شاميُّ آخر، ولما دخل قال صاحب المتجر مخاطبا المختار: “هذا شاعر العرب”، فأجاب المختار: “وهل يوجد شاعر العرب اليوم إلا في البيضان”، فتدخل الشامي الآخر -واسمه إيميل- قائلا: “يا هذا لعلك شاعر” فقال المختار: “بلى”، فطلب منه الشامي أن يسمعه من شعره فأنشده أبياتا، ثم إن الشامي استحسنها ورد قائلا: “إلا أن عندي أحسن منها” وأنشده أبياتا، فقال المختار:”هذا جميل ولكن من أين لي أنها من إنشائك؟، لنصف هذا الكيس فأينا أسرع بديهة وأحسن شعرا فهو شاعر العرب”، فقال الشامي ساخرا: “وماذا عسى أن يقول شاعر في وصف كيس من الصابون؟”، فقال المختار: “يعرفه الشاعر!”، فقال اللبناني: “لا يعرفه الشاعر ولا الناثر”، فقال المختار: “أما أنا فأعرفه”، فقال له الشامي: “فماذا تقول؟”، قال أقول: “إنه في صندوق من الخشب مكعب معصوب وفيه انكسار يبدو منه صابون رديء غال عندكم ولا تسلفونه لعملائكم”، فقال الشامي: “أنت ظريف وأريد منك لقاء آخر”، فاتفقا على مكانه ووقته، ثم إن المختار قدِم مع نفر من إخوانه الشناقطة فوجدوا أمامهم نفرا من الأدباء السوريين فسامروهم، وكان من حديثهم أن سألوهم عن مذهبهم في الدين فقالوا: “مالكيون أشعريون جنيديون” وناقشوهم حول التشيع، ثم إن الشاميين استطابوا حديثهم وطلب أحدهم من المختار أن يكتب عن بلاد البيضان ليُعرف العالم الإسلامي بجزئه الغربي، فبدأ منذ ذلك الحين يلتقط من أفواه المسنين والرواة ودارس الأوراق تراث هذه البلاد، وهو جهد تكلل بإنجاز موســـــوعـــــــة حـــــــيــــــــاة مــــوريــــتــــانــــيـــــا التي تتألف من بضع وأربعين جزء فجزؤها الأول عن الحياة السياسية في البلاد، والثاني عن الحياة الثقافية والثالث عن الحياة الجغرافية والرابع عن الأيام الحربية ثم تتوالى أجزاء القبائل، ومنها جزء في الموسيقى وآخر في حوادث السنين، وهي أجزل ما أُلف حتى الآن في التاريخ الصحراوي إلا أنها محتاجة غاية الإحتياج إلى جهود الدولة والباحثين لتحقيقها وطبعها وإبرازها للقراء كما كانت أمنية الشيخ رحمه الله، الذي يَقول عنها بكل تواضع: “إنها المادة الخام للتاريخ الوطني وهي محتاجة إلى من يقوم بتصفيتها لعزل الصحيح من السقيم..”.
عين المختار معلما للغة العربية في مدينة أطار سنة 1944م ثم انتدب أستاذا بالمعهد الأساسي لإفريقيا الغربية () في مدينة اندر حتى سنة 1956م حيث عُين أستاذا للتاريخ بمعهد أبي تلميت، ثم عُين مستشارا ثقافيا للرئيس الموريتاني قُبيل الإعلان عن الإستقلال، وقد كان المختار ضمن اللجنة التي عُهد إليها بإنشاء أول دستور لموريتانيا، كما رافق المختار ول داداه وسيد المختار انجاي في جولة حول الولايات لعرض الدستور، وأحيل إلى التقاعد سنة 1967م إلا أن المباحث الثقافية رغبت في خدماته، والتحق بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي فور إنشائه سنة 1975م حيث قام بنشر عدد من أعماله، وقد قرر مجاورة الحضرة النبوية فهاجر إلى المدينة المنورة سنة 1981م واستقر بها إلى وفاته في 22 يونيو 1991م ودُفن بالبقيع الطاهر رحمه الله وجزاه عنا خيرا.
وقد ترك آثارا دالة على الموسوعية النادرة منها:
-موسوعة حياة موريتانيا المتقدمة الذكر.
-معجم للهجة الصنهاجية.
-كتاب في علوم البلاغة يستشهد فيه بشعر الشناقطة.
-طرة على السُّلم المرونق في المنطق للأخضري، وبدايته: الحمد لله وصلى اللهُ … على محمد ومن تلاهُ
وبعد فالقصد بهذا الكلِم … تكميلُ ما نظمه في السُّلم
وهو على الأصل بحبر أخضر … أو أحمر يمتاز، قال الأخضري:
…إلى أن يقول بعد قول الأخضري:
وبعد فالمنطق للجَنان … نسبته كالنحو للسان
فيعصم الأفكار عن غي الخَطا … وعن دقيق الفهم يكشف الغِطا
يقول موشحا:
وحده علم به التواصل … من حاصل العلم لما يستحصل
أو هو قانون به العصمة من … خطإ فكر من يراعيه تعِن
هذا مع ما كان يتمتع به من شاعرية نادرة، فله لما ادعى البعض أنه يُفهم من كلامه أنه بربر لمتونه:
بربرتُ نفسيَ إن بربرتُ لمتونه … ووالديّ وديمانا ومن دونه
وإننا أينما سار المطيُّ بنا … أبناءُ لمتونه أو أحلاف لمتونه
ما عندنا لبني لمتونه من نسب … غيرُ انتساب لدى لمتونه ينمونه
فالحيمريّة في لمتون حرّرها … عشرون عدلا، أما تكفيك عشرونه؟
والجعفرية في حسّان حقّقها … في “طلعة المشترى ” حَبر كفى المونه
لو قد رآها ابن خلدونٍ فطالعها … لما تريّب في الأمر ابن خلدونه
أعوذ بالله من شرّ الذين وشوا … بي والوشاية بين النّاس ملعونه
ويقول في قبيلة إدولحاج:
لدى الحاجي تُقضى كل حاج … فإما احتجت فاستنجد بحاجي
وفتش يوم تفجعك الليالي … عن الحاجي في الخطب المُفاجي
يجبك إذا لجأتَ له سريعا … كأنك جئتَ تتحفه بحاج
تجد فوق الذي أملت منه … ويصغر عنده ما أنت راج
فتحسبه -إذا ما احتجت يوما … إليه- لاحتياجك ذا احتياج
لديه أكبر الحاجات تُقضى … والأكبر فيه الاصغر ذو اندراج
هو الحاجي من يلجأ إليه … لدى اللأوى يجد ملجا للاج
هو الوزَر المفرج كل كَرب … إذا يئس الطبيبُ من العلاج
يهش لكل محتاج إليه … ويلقاه ببِشر وابتهاج
بدون تبجح وبلا تجن … ودون تلكؤ وبلا لُجاج
ويقول في أهل حُبين:
إن يمش عن كولخٍ أبناءُ حبين … يمش الندى والجدا عنها مغذين
إني أحب جميع المسلمين ولــــــــــكني أحب بني حُبين حُبين
وله في رثاء أحمد بن الشيخ سيديّ الأبييري:
لو يرد القريضُ حِبا فقيدا … لملأنا الفضا قريضا فريدا
ولو أن الحبيب يُفدى بعَلق … لبذلناه طارفا وتليدا
ولو ان البكاء يوما على حِـــــــــــــــــب فقيد يرد حِبا فقيدا
لبكينا وكان أمرا خفيفا … وسريعا ووافرا ومديدا}}}}}}
ومن آخر شعره في النقد:
دعاني ناصح من أهل ودي … ليرشدني إلى الرأي الأسدّ
وقال: الشعر منه العلم أجدى … عليك، فدعه عنك فليس يجدي
ولكن في النوازل والفتاوى … ورد خصومة الخصم الألد
وفي تجديد دارسِ كل فن … وفي التدريس فابذل كل جُهد
كجدك كن، وكن كأبيك مجدا … أليسا عادميْ في المجد نِد
فجِدَّ وكِدَّ ما جدا وكدا … فما اكتُسب العُلا إلا بكد
فودعتُ القصيد فلا تراني … أقصّد بعدها كلما بقصدي
وكنتُ أُجيد إسداء القوافي … وإلحاما لما منهن أُسدي
وكنتُ أحوك من شعري هدايا … إلى أهل الوداد بهن أهدي
أأديها بألفاظ عِذاب … كماء المزن تمزجه بشُهد
تؤدي من ودادي إذ تؤدي … إلى أهل المودة ما تؤدي
وكنتُ أجيد وصف الود فيها … ووصف مَها بِطاء المشي بُد
وكنتُ أُجيد وصف البيد أيضا … وكنتُ أعيد في وصفي وأُبدي
فلما أن رأت هجريه هندٌ … وتوديعيهِ في صدَري ووَردي
مشت بيني وبين الشعر هِندٌ … وهندٌ أملح الشفعاء عندي
‘أجدك قد هجرت الشعر’ قالت … فقلتُ: نعم هجرت الشعر جِدي
أطعتُ الآمري بذاك علي … أكونُ بهجره كأبي وجَدي
فقالت ما بهجر الشعر لكن … بهجر الهُجر نالا بعض جِدي
فقلتُ: الشعرُ لا يُجدي فقالت … بلى يُجدي ولا يزري بمَجد
فقُله وصف به قَمري وليلي … وغُصني وجنتي فرعي وقَدي
وصف خرقي بهن لكل جِلد … وصف قتلي بهن لكل جَلد
وصف جَرحي بها خطأ وعمدا … ولستُ أقيد في خطإي وعمدي
وصف ما فيَّ من غنج ودِل … وصف ما فيك من وَله ووُجد
وصف مسراك في البيداء نحوي … وصف مسراي إذ أنحوك وحدي
وصف بان الكثيب يميس ميسا … كميس بنات ‘سِيرَ’ به و’هدي’
وقُله وصف به الأظعان تُحدى … وقُله وصف به الوَجناء تخدي
وصف غيبوبة الظُّعن الغوادي … ضُحى في الآل يُخفيها ويُبدي
وصف نيران بادية وليلى … تَبَدى في لُييلات التبدي
وطولَ وعَرضَ ليلِ الصب صفه … وما عاناه من صرم وصدّ
وقل إن شئت فخرا أو فدعه … وقل ما شئت من وعظ وزُهد
وقل حِكَما وقل عِبرا ونُصحا … لعلك صوب نهج الرشد تهدي
وقُله به على الفضلاء تثني … لحق الفضل لا استجداء مُجدي
ولا تتعد هذا النحو فيه … فأكثر ما عدا هذا تعد
ولا تفقد به ماء المحيا … وجلباب الحيا عن ذاك عدي
وقل منه الرقيق وقله لينا … وأسهل فيه لا تُجبل وتُكدي
فتلك شفاعتي وته وصاتي … فلا تردد فديتك وجه وفدي
فقلت لها أمرتِ بما أباه … نضوبُ قريحتي وصلودُ زندي
وتخديد أراه بدا بوجهي … ووخط الشيب في فودي وخدي
وإن الشعر أكثره سَفاه … وإني الآن آن أوان رُشدي
فما في الشعر تنوير لقلبي … ولا في الشعر تنوير للحدي
وقولي مثل ما قد قلته لي … لمن يأتي من الشعراء بعدي
فرب فتى يسد به إذا ما … أمرّ قصيده يوما مَسَدي
وصل الله جل بلا تناه … على المختار خير بني معد
ومن ظريف شعره في التوبة:
كبرتَ فعد عن أم الحويري … وعن أم الرباب تبت بخير
وقل ‘لا’ للذي يدعو للهو … وللنائي ‘نعم’ و’أجل’ و’جيري’
وإن لفتَ الكواعب منك طَرفا … “فغُض الطرف إنك من نُمير”
ومن جيد قوله فيها:
يفوت العمرُ في طلب المَعاش … وفي رعي المعاشر في المُعاش
وفي سقي العطاش بكل بئر … ثقيلٌ عندها سقيُ العِطاش
وفي طلب الطياش، وإنّ طيشا … فواتُ العُمر في طلب الطياش
ولم تنظر بعينك في نصوص … ولا طررا نظرتَ ولا حواشي
ولم ترحل من التقوى بزادٍ … يُبلّغ حيث أنت إليه ماشي
إلهي بعد قفوي كل طَيش … ورعيي للعِطاش من المواشي
عليّ بتوبة فامنن نصوحٍ … وقلبٍ خاشعٍ لك رب خاش
كما اشتهر بجودة سبك المقامات وله ديوان مقامات محقق، ومن أجودها “المقامة الأبييرية”:
” الحمد لله الذي اصطفى آوكارْ على جميع الأوكارْ من العقل والأبيارْ كما اصطفى بني أبيارْ على جميع المصطَفين الأخيار، فجعل في رجالهم براءة الساحه وفي نسائهم البراعة والملاحه وفي وجوههم البهاء والصباحه وفي عقولهم الذكاء والرجاحه وفي أيديهم السخاء والسماحه وفي ألسنتهم البلاغة والفصاحه، وجعلهم حسني أخلاق وبذلة أعلاق وأهل إنفاق على أولي الإملاق، وسهل عليهم ولهم صون العِرض ببذل النقد والعَرض واستخلفهم في الأرض، فجعلهم كُبراء ساده وأمراء قاده، يأوي إليهم الخائفون والمعتفون وينضوي إليهم المضافون والمتضيفون، فيأمن من آووه ويهلك من ناووه، فهم قُراة الضيف في الشتاء والصيف والمركبو حد السيف لأهل الجور والحيف، كريمة أعمالهم ماضية أفعالهم عاملة أسماؤهم وحروفهم معروف عند الناس معروفهم صاف محمود مزارهم، ءالفون مألوفون مكرِمون مكرَمون هم في المجد المجلون وفي المساجد المصلون وعن المصائب المُسلون وفي القلوب الأجلون وعند الطمع الأقلون وأعداؤهم الأذلون، وهم مصابيح الدُّجنه وحمَلة الوصية والسُّنه وأهل الأعنة والأسنه:
الخيل والليل والبيداء تعرفهم … والسيف والرمح والقرطاس والقلم
همُ حلوا من الشرف المعلى … ومن كرم العشيرة حيث شاؤوا
فلو أن السماء دنت لمجد … ومكرمة دنت لهم السماء
لم أر في العقل والأبيار أفضل من حي بني أبيار، فهم تحجيل البلاد وغرتها وكحل عينها وقرتها وواسطة عقدها ودرتها، جليلة مزاياهم جميلة سجاياهم جزيلة عطاياهم، كرمهم عده يفوت العد ولا يحيط به الحد، كرموا حتى عبيدُهم وسادوا حتى وليدُهم، وكرم كل شيئ حولهم حتى البلاد ففي بلادهم يسيح العباد والبهاءُ يرتاد، فنعمت مراد وكفت مزاد:
يود ذووا البلهنية اضجاعا … بها بدل الطنافس والحشايا
مد الله ذلك المجد وعمر ذلك النجد، وأسبغ عليهم النعم والآلاء ووقاهم النِّقم والبلاء وأكثر النَّعم والشاء ورفع البناء وسلم الأبناء وعمر الآباء، ونضر الوجوه وأقر الأعين وشرح الصدور وعافى الأبدان ورفع الذكر وكبت الحسود ورد كيد العدو ‘فانقلبوا بنعمت من الله وفضل لم يمسسهم سوء’ وعليهم السلام والتحية والإكرام والتبجيل والإحترام والتوقير والإعظام”.
وكان ربما أنتج ڭافا، فله:
ول آدم مهتم … باتم إلحڭ
أشبه بعد إتم … إلحڭ شِ حڭ
ويقول للأديب لكويري ول عبد الله الانتابي:
لكويري فالسيرَ نحبِ … والصحابَ بالنحابَ
لكويرِ ڭاع أثرُ صحبِ … هو اشبهنَ بالصحابَ
وذات ذكرى لاستقلال موريتانيا يقول المختار مخاطبا صديقه وسميه المختار ول داداه:
يالرئيس امحييك … وبيك امحيّ رانِ
republique islamique … de la mauritanie
ومن آخر ما قال رحمه الله:
عمّرتُ ما يدكرُ المدكرُ … فيه فكيف كان هذا العمُر
ها هو قد جاوز ملياراتُه … ثلاثةٌ إن تُحص ثانياتُه
خمسون مليونا من الدقائق … عصيتُ فيها خالقي ورازقي
تلطخت فيها ثمانمائة … ألف من الساعات بالخطيئة
في نحو أربعين ألف يوم … ما برئت من ريبة ولوم
ألفٌ وخُمس الالف من شهور … ما سلمت من عمل محظور
فكنتُ في قرن من الزمان … طوع الهوى والنفس والشيطان
ما كأبي كنتُ ولا كأمي … ولا أخي ومن نمى وعمي
ولا ذويهمُ عسى يهديني … للبر ربي وصلاحِ الدين
كما هدى في الزمن الذي خلا … ذاك الذي مائة نفس قتلا
فإنني كما مشى مشيتُ … عن القُرى التي بها عصيتُ
مُجاورا بطيبة المنوره … أطيب خلق ربه وأطهره
وليس مقنطيَ إسرافي على … نفسيَ من رحمة مولايَ علا
فإنها غضبَه قد سبقت … من غشيت أنقت وأرقت ووقت
الجنوبية بريس ترصد الأحداث وتنقل الخبر