طماريس… البحر الذي صودرت حريته

aljanoubiapress22 أبريل 2025آخر تحديث :
طماريس… البحر الذي صودرت حريته

طماريس… البحر الذي صودرت حريته!”

عبد الفتاح بن الشريف :الجنوبية بريس متابعة

بينما يقترب فصل الصيف، يعود الجدل القديم-الجديد حول استغلال الملك العمومي البحري، وتحديدًا على مستوى شواطئ طماريس، حيث المشهد لم يتغير منذ سنوات: مقاهي ليلية تحتل الرمال، تفرض قوانينها الخاصة، وتُقصي المواطنين من فضاءاتهم الطبيعية.

هذه المقاهي لم تنشأ خلسة، بل مارست نشاطها لسنوات في قلب الملك البحري، في خرق واضح وصريح للقانون. السلطات السابقة كانت قد راسلتهم، ومنحتهم آجالاً للإخلاء، إقرارًا بعدم مشروعية وجودهم على الشاطئ، لكن بعد تلك المراسلات… ساد الصمت.

لا أحد يعلم لماذا لم تُنفذ القرارات، ولا من أمر بطي هذا الملف. هل هو تواطؤ؟ أم خوف من نفوذ بعض المستغلين؟ أم أن الرياح التي تهب على طماريس أقوى من صوت القانون؟

اليوم، ونحن على أعتاب موسم صيفي جديد، يعود السؤال بإلحاح: هل سيواصل المستغلون فرض واقعهم؟ أم أن العامل الجديد سيُعيد الاعتبار للدولة ولقوانينها؟ هل ستستمر الإصلاحات والبناءات الليلية فوق الرمال، ويُترك المواطن دون حقه في البحر؟ أم سنشهد تصحيحًا تاريخيًا لهذا الوضع الشاذ؟

ما يحدث في طماريس ليس مجرد فوضى عمرانية، بل هو اعتداء سافر على العدالة الاجتماعية، واحتكار لفضاءات عمومية بقوة المال والنفوذ.

إن الفرصة الآن سانحة أمام المسؤولين لإثبات الجدية في الإصلاح، ووضع حدّ نهائي لاحتلال الملك البحري. والمواطن، الذي صبر طويلاً، ينتظر أفعالاً لا أقوالاً.

لأن البحر ليس ملكًا لأحد… بل حق للجميع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة