الصراع بين المثل والمبادئ والاحتياجات والمصالح،
والفرق بين اصحاب الالوان الثابته و المتلونين
الجنوبية بريس متابعة
ينشأ الصراع عندما يؤمن الإنسان ببعض المبادئ والقيم التي تربينا عليها، ويسعى إلى اتباعها وتطبيقها في حياته.
ولكن عندما يواجه الحياة العملية، يكتشف أن الالتزام وتطبيق هذه المبادئ والقيم يصبح صعبًا عمليًا وأحيانًا مستحيلًا.
وهنا يبدأ الصراع الداخلي بين المبادئ والمصالح الشخصية والواقع العملي الذي يدعوك دائمًا إلى التخلي والتنازل. الحقيقة أن هذا اختبار صعب.
ماذا نفعل عندما نواجه احتياجات أساسية لا يمكننا الوصول إليها إذا تمسكنا بمبادئنا؟ ماذا نفعل أمام أحلامنا وآمالنا؟
هناك مكاسب و مناصب لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال تنازلات مؤلمة لا تليق بمكانتنا وتاريخنا. ماذا نفعل عندما نواجه مصاعب وأخطارًا إذا تمسكنا بقيمنا ومبادئنا؟
نجتاز صراعًا نفسيًا رهيبًا، حيث نجد أنفسنا بين حاجتنا ومصالحنا من ناحية، ومبادئنا والتزاماتنا من ناحية أخرى. فهل نغلب المصلحة والاحتياج على المبدأ لحل المعضلة؟
الحقيقة أن الانحناء لتجاوز هذا الصراع يجعل من الصعب علينا الوقوف مرة أخرى. أو أن نلتزم بالمبادئ ونواجه ما يترتب على ذلك من عقوبات.
القرار صعب، ولكن من تمسك بمبادئه عبر الزمن استطاع الوصول إلى أهدافه وغايته. بالرغم من كم المعاناة والمشاكل التي قد يواجهها الإنسان في انتصاره لمبادئه، فإنه في النهاية يكتسب احترامه وتقديره لنفسه أولاً، وحب واحترام من يقدرون الإنسان صاحب المبدأ.
الطريق الصحيحة تقودنا في النهاية إلى أساسٍ متينٍ نبني عليه حياتنا وأوطاننا. فما بني على باطل فهو باطل.
