بعد الاعتداء.. الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي تصفح بقلب أدب ومغاربة يتضامنون

aljanoubiapress9 ديسمبر 2025آخر تحديث :
بعد الاعتداء.. الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي تصفح بقلب أدب ومغاربة يتضامنون

بعد الاعتداء.. الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي تصفح بقلب أدب ومغاربة يتضامنون

الجنوبية_بريس:الجمجومي مينة متابعة

كشفت تفاصيل الحادثة الأليمة التي هزت مدينة مراكش قبل أيام عن هوية الضحية، وهي ليست سوى الكاتبة الإيطالية المرموقة نيكوليتا بورتولوتي. مؤلفة الأعمال الأدبية المؤثرة التي حظيت باحترام نُقاد وقراء على مستوى القارة الأوروبية، وجدت نفسها فجأة في قلب خبر إخباري مأساوي يتعلق بمحاولة سرقة عنيفة تعرضت لها أثناء زيارتها للمدينة الحمراء.

عادت بورتولوتي إلى بلادها، تحمل جروحاً جسدية ونفسية من وطأة الاعتداء، لتبدأ رحلة التعافي. لكن ما أظهرته هذه الأديبة الحائزة على مكانة أدبية رفيعة، يتجاوز قدرتها على الصمود. فقد اختارت أن تواجه الصدمة بالكلمة، فكتبت نصاً مؤثراً تروي فيه تفاصيل ما جرى، محاولة استخلاص المعنى من الفوضى والعنف.

المفاجأة لم تكن في رواية الأحداث المؤلمة، بل في الخاتمة الإنسانية التي وضعتها الكاتبة لنصها. فبدلاً من خطاب الاتهام أو الانتقام، ختمت كلماتها برسالة مفعمة بالتسامح والتفهم العميق، معبرة عن أملها في ألا تحطم العقوبات المرتقبة حياة من اعتدى عليها، خاصة إن كانوا شباباً في عمر أبنائها. دعت إلى أن تكون العواقب رادعة تفتح أعينهم على حجم الضرر الذي تسببوا به، وليس قاسية تسحق مستقبلهم.

تصريحات الكاتبة الإيطالية انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، لتحقق تفاعلاً واسعاً ومؤثراً. سارع عدد كبير من المغاربة، من نشطاء وإعلاميين ومواطنين عاديين، إلى التعبير عن حزنهم العميق وخجلهم مما حدث. عبروا عن اعتذار صادق باسم الشرفاء من الشعب المغربي، مؤكدين أن هذا الفعل الشائن لا يعكس بأي حال القيم الأصيلة والكرم المعروف عن أهل المغرب، مضيفين أن مراكش، مدينة التسامح والجمال، ترفض أن ينسب إليها مثل هذا السلوك.

الحادثة وردود الفعل التي تبعتها سلطت الضوء على قوة الكلمة الطيبة في أوقات الأزمات. لقد حولت نيكوليتا بورتولوتي، من خلال اختيارها التسامح، مسار النقاش من حكاية عنف إلى قصة إنسانية تبعث على الأمل. وفي الوقت نفسه، أظهر رد المغاربة تمسكاً جماعياً بالهوية الأصيلة لبلدهم، وحرصاً على نظافة صورته التي يلوثها القلة من الخارجين على القانون والقيم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة