إطلاق برنامج استراتيجي لتأهيل الشباب ودفع عجلة الاقتصاد المحلي بحضور الفاعلين المؤسسيين
الجنوبية_بريس: نجاة مقدار متابعة
في خطوة تهدف إلى تمكين الشاب المغربي ووضعه في قلب المعادلة التنموية، شهدت مدينة اليوسفية أمس حفل إطلاق البرنامج التكويني الاستراتيجي “تأهيل الشباب وتعزيز انخراطه في الدينامية الاقتصادية الترابية”. وقد حضر هذا الحفل الهام السيد العامل عبد المؤمن بن طالب، إلى جانب ممثلي الجامعات، والتعاونيات، وجمعيات المجتمع المدني، وبعض رؤساء المؤسسات الجامعية النابعة باليوسفية، مما يؤكد الطبيعة التشاركية والالتزام المؤسسي الذي يحظى به هذا المشروع الطموح.
يمثل الشباب عماد أي أمة وقوة دافعة للتغيير والتجديد.وفي ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، يبرز تأهيل هذه الشريحة الحيوية وإدماجها الفعلي في النسيج الاقتصادي المحلي كضرورة حتمية لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة. يأتي هذا البرنامج ليس فقط كرد فعل على التحديات، بل كرؤية استباقية لصنع مستقبل أكثر ازدهاراً يقوم على استغلال الطاقات الشابة وتوجيهها نحو البناء.
يسعى البرنامج إلى تحقيق جملة من الأهداف المحورية تشمل تعزيز قدرات الشباب في المجالات الاقتصادية والترابية لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي،وتشجيعهم على المشاركة الفعالة والريادية في خلق ثروات أرضهم. كما يهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وبناء جسور تواصل متينة بين الشباب من جهة، والمؤسسات الاقتصادية والفاعلين الترابيين من جهة أخرى، لضمان انسجام عروض التكوين مع حاجيات النسيج الاقتصادي.
لتحقيق هذه الغايات،سيعمل البرنامج على أربعة محاور رئيسية متكاملة. أولها محور التكوين والتدريب من خلال تقديم برامج تدريبية نوعية تلبي الاحتياجات المحددة للمجال الترابي. ويأتي ثانيها كمحور الدعم والمرافقة، والذي سيركز على توفير الدعم الفني واللوجستي والمالي للشباب الطموح لتحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية. أما المحور الثالث فهو التواصل وبناء الشراكات مع المؤسسات الاقتصادية لفتح آفاق التطبيق والتوظيف. ويظل محور تشجيع الابتكار وريادة الأعمال خيطاً ناظماً يجمع كل هذه الجهود.
سيمر تنفيذ البرنامج عبر مراحل متتالية تبدأ بمرحلة التشخيص الدقيق لاحتياجات الشباب والفرص المتاحة في الاقتصاد المحلي،تليها مرحلة التخطيط الاستراتيجي لوضع الأطر والآليات المناسبة. بعد ذلك، تأتي مرحلة التنفيذ الميداني للبرامج التدريبية وخدمات الدعم. لتختتم العملية بمرحلة تقييم منهجي لقياس الأثر وتطوير التجربة بناءً على النتائج المحققة.
في كلمته خلال الحفل،أكد السيد العامل عبد المؤمن بن طالب على المكانة المركزية للشباب في السياسات التنموية للإقليم، معتبراً هذا البرنامج استثماراً ذكياً في رأس المال البشري وفي مستقبل المنطقة. وأشار إلى أن تمكين الشباب وإشراكهم ليس خياراً، بل هو مسار إلزامي لتحقيق التنمية الشاملة، داعياً كل الشركاء إلى مضاعفة الجهود لإنجاح هذه المبادرة.
اختتم الحفل بتكريم خاص من قبل الجمعيات والتعاونيات الفاعلة للسيدة مندوبة التعاون الوطني سعيدة زين الدين،تقديراً لجهودها المتميزة وعطائها المتواصل في دعم قضايا الشباب وتعزيز انخراطهم في مسارات التنمية الاقتصادية والترابية. هذا التكريم يرمز إلى الاعتراف بدور كل الفاعلين الذين يضعون حجر الأساس لبناء جيل قادر على حمل لواء التنمية في حاضر المغرب ومستقبله.




