عامل إقليم قلعة السراغنة.. أولويات متناقضة وأسئلة تبحث عن إجابات
محمد الحجوي :الجنوبية بريس متابعة
في وقت يعاني فيه إقليم قلعة السراغنة من مشاكل بنيوية حادة، يبدو أن أولويات السيد سمير اليزيدي، عامل الإقليم، تسير في اتجاه مختلف تماماً. فبينما يتخبط المواطنون في معاناة يومية مع انقطاع الماء الشديد، وتردي الخدمات الصحية، وضعف البنية التحتية، وتدهور التعليم، نجد العامل منشغلاً بمشروع مدينة رياضية يتجول من أجل تنزيله.
المفارقة الصارخة تدفع إلى التساؤل: كيف لمشروع كمالي أن يحتل صدارة أولويات مسؤول في إقليم يئن تحت وطأة الحاجات الأساسية؟ أليس من المنطقي أن تتصدر مشاكل الماء والكهرباء والصحة والطرق جدول أعمال العامل قبل أي مشروع آخر؟
المشهد يصبح أكثر إثارة للاستغراب عندما نرى العامل يتجول في المواسم والاحتفالات، ويحوم هنا وهناك، في حين أن مكاتب المصالح الخارجية تعج بشكاوى المواطنين الذين أنهكهم البحث عن قطرات ماء أو عن موعد طبي أو عن قسم دراسي مناسب لأبنائهم.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بعض وسائل الإعلام، التي يفترض أن تكون صوت المواطن ومراقباً للسلطة، تحولت إلى ما يشبه “نكافات” التي تتبارى في تقديم صورة وردية عن الواقع، وتتبارى في تلميع صورة المسؤولين، عوضاً عن كشف الحقائق ونقل معاناة الناس.
هذا المشهد يطرح أسئلة جوهرية حول آليات اتخاذ القرار على مستوى الأقاليم، وحول معايير تحديد الأولويات. فهل يتم الاستماع حقاً لصوت المواطن البسيط؟ وهل تُجرى دراسات جادة لتحديد الاحتياجات الحقيقية للسكان؟ أم أن هناك أجندات أخرى تتحكم في أولويات العمل العمومي؟
المواطن في قلعة السراغنة لم يعد يطمح إلى مدينة رياضية فاخرة، بل يحلم بيوم يكتمل فيه توصيل الماء لمنزله، ويوم يحصل فيه على رعاية صحية لائقة، ويوم يرى فيه أبناءه يتعلمون في فصول مناسبة. هذه هي الأولويات الحقيقية التي تنتظر من يلتفت إليها.
السيد العامل مدعو اليوم إلى إعادة النظر في أولوياته، والاستماع لصوت الشارع، ووضع يده على الجروح الحقيقية التي ينزف منها الإقليم. فالمشاريع الكمالية يمكن تأجيلها، أما حاجات الناس الأساسية فلا تحتمل الانتظار.




