تونس تمنع دخول سياح مغاربة.. وتُرجح أزمة تأشيرات
محمد الحجوي:الجنوبية بريس متابعة
في واقعة أثارت استغرابًا واستياءً كبيرين، منعت السلطات التونسية عددًا من السياح المغاربة من دخول أراضيها. تم احتجاز هؤلاء السياح في مطار قرطاج الدولي، قبل أن يتم ترحيلهم في النهاية إلى المغرب. اللافت في الأمر أن جميع المسافرين المتضررين كانوا مزودين بكامل الوثائق القانونية المطلوبة، والتي شملت جوازات سفر سارية، وحجوزات فنادق مؤكدة، وإثباتات بالقدرة المالية لتغطية تكاليف إقامتهم.
وأفاد المسافرون بأن المعاملة التي تلقوها كانت قاسية ومهينة. وقد تضمنت هذه المعاملة احتجازهم لساعات طويلة في منطقة العبور بالمطار، دون توفير الماء أو الطعام لهم. كما أكدوا على غياب أي تواصل رسمي أو واضح من السلطات التونسية لشرح الأسباب الحقيقية وراء قرار منعهم من دخول البلاد. هذا الغموض والإهمال ترك لديهم شعورًا عميقًا بالإحراج والإحباط، خاصة أمام نظر الركاب الآخرين.
ولم تقدم السلطات التونسية أي تفسير رسمي مكتوب للمسافرين. بيد أن أحد السياح المغاربة، السيد آدم أولاد حمو، أشار إلى أن رجال الأمن في المطار قد أبلغوهم شفهيًا بأن سبب المنع يعود إلى توجيهات حكومية عليا. ووفقًا لهذا التفسير غير الرسمي، فإن القرار يأتي كرد فعل من الجانب التونسي بعد قيام المملكة المغربية مؤخرًا بفرض تأشيرات إلكترونية على المواطنين التونسيين الراغبين في زيارتها. وقد حولت هذه الإجراءات، كما وصفها السيد أولاد حمو، رحلتهم السياحية التي كان من المفترض أن تكون مصدر فرح واسترخاء، إلى تجربة نفسية صعبة وموقف مهين.
من جهتها، تحركت القنصلية العامة للمملكة المغربية في تونس على الفور للتعامل مع هذا الملف. حيث أكدت المصدر القنصلي أنها تلقت شكاوى المواطنين المغاربة المتضررين، وأنها تعمل على معالجة الوضع بشكل عاجل. يجري هذا التحرك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في مسعى لتقديم الدعم اللازم للمسافرين والوصول إلى توضيحات شافية من الجانب التونسي حول دوافع هذا القرار المفاجئ والذي يبدو أنه يحمل أبعادًا سياسية أكثر من كونه إجراءً أمنيًا اعتياديًا.




