الدار البيضاء تحتضن الندوة الدولية السادسة حول “الأسرة والصحة النفسية”.. مشاركة متميزة للدكتورتين يسرى التازي وخلود السباعي
مريم الحيمر: الجنوبية بريس متابعة
احتضنت المكتبة الجامعية محمد السقاط بمدينة الدار البيضاء، يومي الأربعاء 22 والخميس 23 أكتوبر، فعاليات الندوة الدولية السادسة لمركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون، المنظمة تحت شعار: “الأسرة والصحة النفسية: الواقع والتحديات والرؤى المستقبلية”، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية.
وقد نُظمت هذه الندوة بشراكة مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، وبدعم من وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث شهدت حضوراً مكثفاً ومشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في مجالات علم النفس والأسرة من المغرب وعدد من الدول العربية، إلى جانب فرنسا وكندا.
ناقش المشاركون خلال اللقاء الواقع النفسي للأسرة المعاصرة، ووقفوا عند التحديات المرتبطة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها على تماسك الأسرة واستقرارها، مع استشراف رؤى مستقبلية لتعزيز المناعة النفسية داخل الوسط الأسري والمجتمع ككل.
وفي محطة علمية لافتة، قدّمت الدكتورة يسرى التازي، الأخصائية النفسية المعروفة، مداخلة بعنوان: “مظاهر الصحة النفسية الأسرية وأهمية العلاج النفسي الفردي والجماعي للأسرة”. وقد عرضت من خلالها مقاربات علاجية حديثة تستهدف دعم أسر ذوي الإعاقة وتعزيز التوازن النفسي داخل الأسرة، عبر منهج يجمع بين العلاج الفردي والجماعي ويرتكز على أحدث المفاهيم النفسية المعاصرة.
من جانبها، قدّمت الدكتورة خلود السباعي، المختصة في علم النفس الإكلينيكي لنمو الطفل والمراهق وسوسيولوجية الإعاقة، مداخلة علمية بعنوان: “الأسرة وتحديات وضعيات الإعاقة”. وتُعد الدكتورة السباعي من الأسماء البارزة في الساحة النفسية المغربية، بفضل تخصصها الدقيق في مجال الإعاقة وإسهاماتها الفكرية المتنوعة في قضايا المرأة والأسرة.
وتطرقت السباعي في عرضها إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية لتربية الأطفال في وضعية إعاقة، مبرزة أهمية الدعم النفسي الموجّه للأسرة باعتباره عاملاً محورياً في تحقيق التوازن النفسي والتكيف الإيجابي مع واقع الإعاقة وتحدياتها اليومية.
وقد حظيت مداخلتا الدكتورتين يسرى التازي وخلود السباعي بإشادة واسعة من الحضور، الذين أثنوا على عمق التحليل وغنى المقاربة العلمية، معتبرين مساهمتيهما إضافة نوعية للنقاش الأكاديمي حول الصحة النفسية للأسرة والإعاقة في السياق المجتمعي.
واختُتمت فعاليات الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية تعزيز البحث العلمي في مجال الصحة النفسية الأسرية، وضرورة إدماج مقاربات الدعم النفسي والاجتماعي في السياسات العمومية، باعتبار الأسرة حجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك ومتوازن.




