تصريح وزير الخارجية الإسباني يُشعل الأمل: “مصيرنا مشترك”

aljanoubiapress23 أكتوبر 2025آخر تحديث :
تصريح وزير الخارجية الإسباني يُشعل الأمل: “مصيرنا مشترك”

تصريح وزير الخارجية الإسباني يُشعل الأمل: “مصيرنا مشترك”

الحجوي محمد :الجنوبية بريس متابعة

في كلماتٍ قلبت موازين الدبلوماسية التقليدية، أطلق وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس تصريحاً تاريخياً يلمع كنجمٍ في سماء العلاقات الدولية. لم تكن مجرد كلمات دبلوماسية تقليدية، بل كانت إعلاناً بميلاد رؤية استثنائية تعيد تعريف مفهوم الشراكة الاستراتيجية بين الجارين.

“كل ما يصب في مصلحة إسبانيا يعد جيداً بالنسبة للمغرب، وكل ما يصب في مصلحة المغرب فهو جيد بالنسبة لإسبانيا”. بهذه الكلمات القصيرة المفعمة بالعمق، رسم الوزير بوريل خريطة طريق لعلاقة لم تعد قائمة على منطق الربح والخسارة، بل على منطق التكامل والمنفعة المتبادلة. إنها فلسفة تعترف بأن نجاح أحدهما ليس تهديداً للآخر، بل هو ضمانة لاستقراره وازدهاره.

يقف المغرب وإسبانيا على ضفتي مضيق جبل طارق، ليس كحدود تفصل بين عالمين، بل كجسر يربط بين قارتين وثقافتين وحضارتين. هذا التصريح يأتي اعترافاً بأن الجغرافيا صنعت مصيراً مشتركاً بين البلدين، وأن التحديات التي تواجه أحدهما من الهجرة غير النظامية والتطرف إلى الفرص الاقتصادية والأمن الطاقي، هي تحديات مشتركة لا يمكن مواجهتها إلا بتضافر الجهود.

لطالما كانت العلاقات المغربية-الإسبانية تمر بفترات من المد والجزر، لكن هذا التصريح يمثل نقلة نوعية من علاقة الجوار إلى شراكة استراتيجية حقيقية. إنه يؤسس لمرحلة جديدة تقوم على الثقة المتبادلة والاحترام، حيث تصبح مصلحة البلدين وجهين لعملة واحدة، وتتحول الحدود من منطقة للصراع إلى فضاء للتعاون والتبادل.

في عالم تتصاعد فيه النزعات القومية والانعزالية، وتكثر فيه الصراعات الجيوسياسية، يأتي هذا التصريح كرسالة أمل تؤكد أن التعاون والشراكة هما الطريق الأمثل لتحقيق الازدهار والاستقرار. إنه نموذج يحتذى به في العلاقات الدولية، يثبت أن الدول يمكن أن تتعاون وتتكامل دون أن تفقد هويتها أو مصالحها الوطنية.

هذا التصريح التاريخي ليس مجرد شعار سياسي، بل هو إطار عمل للمستقبل. إنه يفتح الباب أمام تعاون أوسع في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن والثقافة، ويضع الأسس لشراكة استراتيجية حقيقية تكون نموذجاً للعلاقات بين ضفتي المتوسط.

في النهاية، يبقى هذا التصريح شهادة على نضج الرؤية السياسية في كلا البلدين، وإدراكاً حقيقياً بأن مصير البلدين متشابك، وأن ازدهار أحدهما هو شرط لازم لازدهار الآخر. إنها بداية فصل جديد في علاقة جيرة تحولت إلى شراكة مصير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة