ساركوزي إلى السجن ومسؤولو الفساد في بلادنا يمرحون بلا حساب

aljanoubiapressمنذ 6 ساعاتآخر تحديث :
ساركوزي إلى السجن ومسؤولو الفساد في بلادنا يمرحون بلا حساب

ساركوزي إلى السجن ومسؤولو الفساد في بلادنا يمرحون بلا حساب

مريم الحيمر : الجنوبية بريس متابعة

هذا الصباح غادر نيكولا ساركوزي منزله ممسكًا بيد زوجته في مشهد يثير المشاعر، متجهًا نحو زنزانته بعد أن صدر الحكم عليه بالسجن خمس سنوات نافذة لا لأنه اختلس المليارات أو بدّد أموال التنمية، بل فقط لأنه تلقى تمويلًا لحملته الانتخابية من معمر القذافي

وفي المقابل، في بلادنا تُنهب المليارات وتتبخر المشاريع ويظل الفساد متجذرًا بلا رقيب أو حسيب، ومسؤولوا الفساد الذين يسرقون ممتلكات الشعب وأمواله يبتسمون أمام الكاميرات بلا خوف أو حساب

في بلداننا يسرق الفقير رغيف خبز ليُسد جوعه فيُعاقب بالسجن سنوات طويلة، بينما يسرق المسؤول الملايير من خزينة الدولة فنكتفي فقط بعزله من منصبه ويخرج محتفظًا بكل ما نهبه وكأن القوانين صُممت لتحمي المفسدين وتُعاقب المظلومين

في بلداننا مفرقة غريبة يسرق المسؤولون أموال الشعب فيردونه فقيرًا مدقعًا أو يرجعونه لصا حقيرًا، يسرق كي يسد رمق جوعه فقط فيمسك ويزج به إلى السجن أليس الأولى بالسجن من سرق ماله وحلمه وكرامته وأرداه لصا حقيرًا

حين يُطبق عدل المسلم على الكافر، يُعاقب المسؤول الغربي على أفعاله حتى ولو لم يسرق أموال الشعب، بينما يُترك الفساد في بلادنا يتنامى ويزدهر تحت أعين الجميع، في مشهد يقتل كل شعور بالعدالة ويستفز كل روح مؤمنة بحقها

الأمر أكثر من مجرد ظلم قانوني، إنه خلل عميق في المجتمع وقيمه ومبادئه فكيف يمكن للمواطن أن يؤمن بالعدالة بينما يرى أن من سرق ماله وحقوقه يعيش برفاهية، ومن سرق رغيف خبز يُسجن لسنوات

إنها مفارقة تحرق القلوب وتثير الاستغراب تفرض علينا جميعًا التساؤل: أين العدالة؟ وأين قيم المجتمع؟ وهل سيبقى الفساد والنهب طقسًا يوميًا في بلادنا بينما العدل في الغرب صار حاكمًا حتى على المسؤولين الكبار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة