رحمة بلا ثمن: عندما تتحدث القلوب بلغة الإنسانية

aljanoubiapressمنذ ساعتينآخر تحديث :
رحمة بلا ثمن: عندما تتحدث القلوب بلغة الإنسانية

رحمة بلا ثمن: عندما تتحدث القلوب بلغة الإنسانية

نجات مقدار:الجنوبية بريس متابعة

في عالم يزداد فيه الحديث عن الأموال والتكاليف، تبرز قصة تذكرنا بقيمة الإنسان فوق كل اعتبار. قصة طبيب إسباني وفلاح عجوز، تختزل جوهر الإنسانية في أبسط صورها.

جاء الفلاح المسن إلى العيادة يحمل في عينيه هموم الحياة، وفي جسده ألم يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل. لكن تشخيص الطبيب صدمه، ليس بسبب خطورة الحالة، بل لأن كلفة العملية تفوق إمكاناته المادية. لم تكن محفظته الفارغة مجرد تفصيل، بل كانت حاجزاً يقف بينه وبين استعادة صحته.

غادر الرجل العجوز والعجز يرافقه، لكنه عاد بعد ساعات قليلة. لم يعد بحقيبة نقود، بل بدجاجتين. كان هذا كل ما يستطيع تقديمه، آخر ما يملك في عالمه البسيط. لقد قدم ليس مجرد دجاجتين، بل قدم كل ما يملك من دون تردد.

في تلك اللحظة، كان الطبيب أمام امتحان إنساني حقيقي. كان بإمكانه الرفض والتمسك بالتعرفة الطبية. لكنه نظر إلى عيني الرجل المليئتين بالأمل والتوسل، فقرر أن يكون جزءاً من الحل. قبل بإجراء العملية مقابل دجاجة واحدة فقط.

الأجمل من موافقة الطبيب، كانت كلماته للعجوز. لم يقل خذ الدجاجتين وادفع لي لاحقاً، بل قال هذه الدجاجة تبقى معك وأنا اكتفي بدجاجة. لقد فهم أن يأخذ من الرجل كل ما يملك، حتى لو كان قليلاً، قد يفقده كرامته وقوته. أراد أن يشفيه دون أن يجرح كبرياءه.

هذه القصة ليست مجرد حدث عابر، بل هي درس في الإنسانية. إنها تذكرنا أن القيمة الحقيقية ليست في ما نملك، بل في ما نقدمه للآخرين. الطبيب لم يخسر شيئاً، بل ربح ما لا تشتريه الأموال. ربح راحة الضمير وفرحة مساعدة إنسان محتاج.

في النهاية، تبقى هذه القصة شهادة على أن الرحمة والشفقة قيمتان لا تقدران بثمن. إنها تثبت أن اللغة الحقيقية التي يفهمها الجميع هي لغة القلب، لغة الإنسانية التي تجعل من العالم مكاناً أفضل للعيش.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة