العزلة الرقمية: حينما تفرقنا التكنولوجيا رغم اتصالنا
إبراهيم آيت امبارك :الجنوبية بريس متابعة
في عصر يُفترض فيه أن التكنولوجيا قرّبت المسافات، يبدو أن الإنسان أصبح أكثر وحدة من أي وقت مضى. الهواتف الذكية، وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات المحادثة الفورية جعلتنا على اتصال دائم، لكن هل هذا الاتصال حقيقي؟ أم أنه مجرد وهم رقمي؟
وجوه خلف الشاشات
في المقاهي، في وسائل النقل، وحتى في البيوت، نرى أفرادًا يجلسون معًا لكن كلٌ منهم غارق في عالمه الرقمي. لم تعد الأحاديث وجهاً لوجه هي الوسيلة الأساسية للتواصل، بل أصبحت الرسائل النصية والإيموجيّات تحل محل النظرات والكلمات.
علاقات سطحية… وقلوب فارغة
تشير دراسات حديثة إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تراجع جودة العلاقات الاجتماعية، وزيادة الشعور بالوحدة والاكتئاب. فالعلاقات التي تُبنى على “اللايك” و”الريتويت” تفتقر إلى العمق، وتُضعف الروابط الإنسانية الحقيقية.
هل نحن بحاجة لإعادة ضبط؟
ربما حان الوقت لإعادة التفكير في طريقة استخدامنا للتكنولوجيا. لا أحد ينكر فوائدها، لكن الإفراط في استخدامها دون وعي قد يحرمنا من أبسط أشكال التواصل الإنساني: الحديث، الضحك، والمشاركة الحقيقية.
ختامًا
التكنولوجيا ليست عدوًا، لكنها تحتاج إلى توازن. فلنستخدمها كوسيلة للتقارب، لا كحاجز بيننا وبين من نحب. فالعلاقات الإنسانية لا تُبنى على إشعارات، بل على لحظات حقيقية لا تُستبدل.