فقيه بن صالح.. قصة اختفاء تنتهي بالسجن والعار

aljanoubiapress8 أكتوبر 2025آخر تحديث :
فقيه بن صالح.. قصة اختفاء تنتهي بالسجن والعار

فقيه بن صالح.. قصة اختفاء تنتهي بالسجن والعار

محمد حجوي : الجنوبية بريس متابعة
في مدينة فقيه بن صالح الهادئة، حيث تنساب الحياة بطمأنينة، تحولت حياة أسرة إلى جحيم من القلق والريبة. كانت البداية طلبًا عاديًا، إذ استأذنت سيدة متزوجة وأم لطفلين حماتها للذهاب إلى مكتبة لشراء بعض المستلزمات. لكن هذا الخروج البريء كان بداية لغموض كثيف سيطر على الأجواء لأيام.

لم تعد الأم إلى بيتها، وغابت عن الأنظار، تاركة وراءها طفليها وزوجًا مرتاعًا. سارع الزوج إلى إبلاغ الشرطة، التي فتحت على الفور بحثًا معمقًا حول ملابسات الاختفاء. تحولت حياة الأسرة إلى كابوس، بين أسئلة لا إجابة لها وصورة للأم الحنون تتردد في كل ركن من أركان المنزل الفارغ.

لم تذهب تلك المرأة إلى أي مكتبة كما زعمت. كشفت تحقيقات الشرطة، التي استمرت أسبوعًا كاملًا، عن قصة مختلفة تمامًا. مساء يوم الجمعة، تم تحديد مكان الاختفاء وتمكنت القوات الأمنية من توقيفها داخل منزل بمدينة بن سليمان، برفقة رجل آخر وصف بأنه “عشيقها”، وهو عامل مياوم ينتمي إلى نفس إقليم بن سليمان.

أظهرت التحقيقات أن خروج المرأة كان مخططًا له للفرار مع رجل آخر، مخالفة بذلك كل الأعراف والمسؤوليات الملقاة على عاتقها كزوجة وأم. لم تكن رحلة إلى المكتبة، بل كانت رحلة إلى حافة الهاوية، تاركة وراءها أسرة ممزقة وطفلين ينتظران أمًا قد لا يعودان لرؤيتها كما عهداها.

لم تترك المحكمة مجالًا للشك في جدية التعامل مع مثل هذه القضايا. أسدلت القضاء ستارًا على هذه الدراما الإنسانية بإصدار حكم قضائي قاسٍ لكنه عادل. قضت المحكمة بإدانة المرأة وعشيقها، لتحكم على كل منهما بالسجن لمدة عام نافذ. ولم يقتصر الحكم على السجن فقط، بل أمرهما بدفع تعويض مالي للزوج المغلوب على أمره قدره عشرة آلاف درهم، كتعويض عن الضرر المعنوي والمادي الذي لحق به.

هذه القصة ليست مجرد حكاية غرام محرم انتهت في أروقة المحكمة، بل هي نداء صارخ حول قدسية الأسرة وثقة تخون، ومسؤوليات تهمل. إنها تذكير مرير بأن خيانة العهد لا تدمر فقط كيان الفرد، بل تمزق نسيج الأسرة بأكملها، وتترك جراحًا عميقة في نفوس الأبرياء، خاصة أولئك الأطفال الذين دفعوا ثمن اختيارات لم يكن لهم يد فيها. في النهاية، سجنان يغلقان بابًا، لكنهما لن يمحوا الألم الذي خلفته خيانة واختفاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة