أساتذة التعليم الخصوصي بطانطان بين مطرقة الاستغلال وسندان الإهمال: إلى متى؟
رئيس التحرير الجنوبية بريس متابعة
لا تزال معاناة أساتذة التعليم الخصوصي في مدينة طانطان تلقي بظلالها على المنظومة التربوية، وسط تزايد الشكاوى من سياسات بعض أرباب المؤسسات الخاصة. فقد عبر العديد من الأطر التربوية عن استيائهم من ظروف العمل التي وصفوها بـ”غير الإنسانية”، حيث يُجبرون على تدريس عدة مستويات تعليمية، من الإعدادي إلى الثانوي، مقابل أجور هزيلة لا تتجاوز 1800 درهم شهريًا.
الأزمة تتفاقم مع فرض عقود شراكة عبر “أنابيك” لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وهو ما يعتبره الأساتذة خرقًا صريحًا لمدونة الشغل، التي تنص على أن هذه العقود مؤقتة وتهدف للإدماج المهني، لا للاستغلال الطويل الأمد.
ورغم لجوء الأساتذة إلى مفتشية الشغل أكثر من مرة، إلا أن الملف لا يزال معلقًا، وسط غياب تدخل حاسم يضع حدًا لهذه الانتهاكات ويعيد الاعتبار لحقوقهم المهنية والاجتماعية.
متتبعون يرون أن استمرار هذه الاختلالات يشكل عقبة أمام أي إصلاح جاد للمنظومة التعليمية، فلا يمكن تحقيق جودة تعليمية حقيقية دون ضمان ظروف عمل كريمة وأجور منصفة للأطر التربوية، باعتبارهم حجر الزاوية في بناء مستقبل الأجيال الصاعدة.
