عندما يؤدي الجوع العاطفي بالفتاة إلى الإرتماء في حضن راقٍ تظن أنه خلاصها فيجهز على حياتها

aljanoubiapress23 سبتمبر 2025آخر تحديث :
عندما يؤدي الجوع العاطفي بالفتاة إلى الإرتماء في حضن راقٍ تظن أنه خلاصها فيجهز على حياتها

عندما يؤدي الجوع العاطفي بالفتاة إلى الإرتماء في حضن راقٍ تظن أنه خلاصها فيجهز على حياتها

مريم الحيمر :الجنوبية بريس متابعة

خبر انتحار شابة متزوجة بجماعة تيغسالين، بعد تورط راقٍ في نشر صورها وتهديدها، ليس مجرد قضية، بل صرخة من قلب جريح يصرخ: “أين العدالة؟ أين الحماية؟ أين الحب الذي حرمني منه المجتمع كله؟”

إلى متى هذا الجهل وهذا الإهمال؟ متى سنعي أن الإهمال العاطفي والجوع النفسي الذي تعانيه الفتيات، في صغرهن، سيُعوَّضنه بأحضان أيّ “راقي” أو مستغل لا محالة؟
هل يصلح الراقي ما أفسده الزوج، الأب، الأخ، والمجتمع برمته؟ وهل يلزمني وسيط بيني وبين ربي لأقرأ كلامه وأتلوا آيات كتابه أناء الليل وأطراف النهار؟

ربما وجدت في كلمات الراقي لبنة تسد بها فراغها العاطفي وجوعها النفسي الذي عانت منه منذ طفولتها! أو ربما أحست أن عطف الراقي وحنوه عليها سيعيد لها كرامتها، التي سُلبت منها تحت ذرائع الدين والموروثات.

كل دمعة تهطل اليوم على هذه الفتاة، وكل قلب يتألم، يذكرنا أن الوعي، الحماية، والرحمة الحقيقية هي السبيل لمنع تكرار مثل هذه المآسي.

رسالة للآباء والمجتمع:

أيها الآباء، أحبوا بناتكم، دللوهن، امنحوهن العاطفة والحنان، واجعلوا قلوبهن آمنة. فغياب الحب والاهتمام يجعل بعض الفتيات فريسة سهلة لأولئك المجرمين الذين يتصيدون النفوس الضعيفة والفارغة عاطفياً، والمهملة نفسياً.

تذكّروا أن أي حنان زائف أو اهتمام مؤقت قد يخلق ثغرة تسمح للآخرين باستغلالهن، ويجعل الفتاة تسلم نفسها لمكره وخبثه، فتصبح ضحية للظلم والاستغلال.

فلنقف جميعًا، متحدين، لإشباع الجوع العاطفي لبناتنا، أخواتنا، زوجاتنا، وأمهاتنا، حتى لا نترك مجالًا للرقاة، المشعوذين، الدجالين، المجرمين، والمستغلين لبراءة وثغرات نساءنا العاطفية.

وفي الختام صار لزامًا عليكم، أن تعلموا أن الجوع العاطفي قاتل، يؤدي بالفتاة إلى الإرتماء في حضن مجرم يبدو لها في البداية أنه ملاذها وأمانها، فتتحول ثقتها إلى فخ، وأمانها إلى تهديد، ويصبح ذلك الحضن الزائف قاتلاً، يمسح ضوء حياتها قبل أن تعيش نور الحب الذي طالما بحثت عنه في كتف والدها، الرجل الأول في حياتها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة