هشاشة الوضعية المهنية لمربيات التعليم الأولي: معاناة مستمرة بمديرية الجديدة
خليل لغنيمي:الجنوبية بريس متابعة
تعاني مربيات التعليم الأولي في مديرية الجديدة من وضعية مهنية هشة، حيث يشتغلن في أغلب الأحيان بعقود غير رسمية أو عبر وساطة الجمعيات، مما يحرمهن من الاستقرار المهني. هذا الوضع يفتقر إلى إطار قانوني واضح يحدد حقوقهن وواجباتهن ويضمن لهن مسارًا مهنيًا مستقرًا.
تفاقم هذه المشكلة غياب التغطية الصحية والاجتماعية، حيث أن أغلب المربيات محرومات من الانخراط في CNSS أو أي نظام للحماية الاجتماعية. في حالة المرض أو الحوادث أو حتى الحمل، تجد المربية نفسها بدون أي سند أو حماية، مما يزيد من حدة المعاناة.
تتسم الأجور بالضعف، حيث غالبًا ما يتراوح الأجر الشهري بين 800 و1500 درهم فقط، وهو مبلغ لا يوازي حجم المسؤوليات التربوية ولا يضمن كرامة العيش. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرضن لعدم انتظام صرف الأجور، مما يزيد من تفاقم الوضع.
تسيطر بعض الجمعيات على التوظيف والتدبير المالي في قطاع التعليم الأولي، وتستغل هشاشة المربيات للضغط عليهن بقبول شروط مجحفة. في ظل غياب الرقابة الصارمة من المديرية أو الأكاديمية، تتصرف هذه الجمعيات بحرية في المال العام والدعم المخصص للتعليم الأولي.
تؤدي هذه العوامل إلى فقدان الحافزية عند المربيات، مما ينعكس سلبًا على جودة التأطير التربوي للأطفال. كما تساهم في تكريس صورة التعليم الأولي كمرحلة غير مهيكلة وضعيفة الجودة، في حين أنها الأساس لبناء مستقبل الأطفال.
يبقى أن نرى كيف ستستجيب السلطات المعنية لهذه القضايا وتعمل على تحسين وضعية مربيات التعليم الأولي، لضمان حقوقهن وتعزيز جودة التعليم في هذه المرحلة الحساسة.