بماذا يُفسر الارتفاع الصاروخي لأسعار الذهب في المغرب؟ وإلى أي مستوى قد يصل سعر الغرام؟

aljanoubiapress8 سبتمبر 2025آخر تحديث :
بماذا يُفسر الارتفاع الصاروخي لأسعار الذهب في المغرب؟ وإلى أي مستوى قد يصل سعر الغرام؟

بماذا يُفسر الارتفاع الصاروخي لأسعار الذهب في المغرب؟ وإلى أي مستوى قد يصل سعر الغرام؟

الحجوي محمد :الجنوبية بريس متابعة

شهدت الأسواق المغربية خلال الأيام القليلة الماضية موجة صعود غير مسبوقة في أسعار الذهب، حيث تجاوز سعر الغرام الواحد عتبة 950 درهماً للمرة الأولى في التاريخ، مما أثار حالة من الاستغراب والقلق لدى المستهلكين والتجار على حد سواء. هذا الارتفاع المفاجئ دفع العديد من المتتبعين إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه القفزة النوعية، والتي يمكن إرجاعها إلى مجموعة من العوامل الدولية والمحلية المتشابكة.

يُرجع خبراء الاقتصاد هذا الارتفاع الصاروخي في المقام الأول إلى العوامل العالمية التي تحكم أسعار المعدن النفيس في الأسواق الدولية. فقد شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً على المستوى الدولي بسبب حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي في عدة مناطق من العالم، مما دفع بالمستثمرين إلى اللجوء إليه كملاذ آمن تقليدي لحماية أموالهم من التقلبات. كما أن تخفيضات الفائدة المتوقعة من قبل بعض البنوك المركزية الكبرى ساهمت في إضعاف العملات أمام الذهب، مما رفع من قيمته.

لا يمكن فصل هذه الزيادة عن تأثير العوامل المحلية التي زادت من حدة الارتفاع. حيث لعب ضعف أداء سوق الأسهم المحلية وتراجع ثقة المستثمرين في بعض القطاعات دوراً في تحويل أنظارهم نحو الاستثمار في الذهب كبديل أكثر أماناً. هذا الإقبال المتزايد على الشراء بغرض الاستثمار وليس الزينة فقط، أدى إلى ارتفاع الطلب محلياً، مما شكل ضغطاً إضافياً على السعر ليصل إلى هذا المستوى القياسي.

يخلق هذا الوضع غير المتوقع حيرة كبيرة لدى التجار والمواطنين على حد سواء. فمن جهة، يتربص التجار بمستقبل السوق خوفاً من كساد المبيعات بسبب هذه الأسعار المرتفعة التي قد تُثني الكثير من الراغبين في الشراء، خاصة في المناسبات الاجتماعية التي يعتبر فيها الذهب عنصراً أساسياً. ومن جهة أخرى، يقف المستهلك في حيرة من أمره بين الانتظار أم المخاطرة ومواصلة الشراء تحسباً لارتفاع أكبر قد يجعل السعر الحالي فرصة ذهبية.

يتساءل الجميع الآن عن مصير أسعار الذهب في المغرب خلال الفترة المقبلة. تشير معظم التوقعات إلى أن مسار الأسعار سيبقى مرتبطاً بشكل وثيق بتطورات المشهد الدولي، وأي تصعيد جديد سيدفع بالمعدن الأصفر إلى مزيد من الارتفاعات. في المقابل، يحذر بعض المحللين من أن وصول السعر إلى هذه المستويات قد يشكل فقاعة قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يستدعي الحذر من قبل الجميع، سواء كانوا مستثمرين أو أفراداً عاديين يفكرون في الشراء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة