رمي النقود على المغنيين في الأعراس المغربية: بين التقاليد والتبذير

aljanoubiapress2 سبتمبر 2025آخر تحديث :
رمي النقود على المغنيين في الأعراس المغربية: بين التقاليد والتبذير

رمي النقود على المغنيين في الأعراس المغربية: بين التقاليد والتبذير

حليمة الحلوي:الجنوبية بريس متابعة

ترتبط ظاهرة رمي النقود في المناسبات بعادات قديمة تعرف في بعض المناطق بـ”الشاباش” أو “الشوباش”، وهي مصطلحات ذات أصول فارسية أو تركية دخلت إلى اللهجات المحلية عبر عمليات الاقتراض اللغوي. كانت هذه الممارسة تقليداً في الأعراس والحفلات كتعبير عن الفرح والكرم، حيث يرمي الضيوف النقود على العرسان أو الفنانين كهدية أو مباركة.

تطورت الظاهرة بشكل لافت في العقود الأخيرة، حيث تحولت من رمي نقود رمزية إلى إلقاء أوراق مالية من فئات كبيرة بكميات كبيرة. أصبحت هذه الممارسة وسيلة للتباهي والتفاخر بين الأسر والعائلات، حيث تسعى بعض العائلات إلى إظهار وضعها الاجتماعي من خلال بذخ الإنفاق في الأعراس.

تواجه هذه الظاهرة انتقادات حادة من نواحٍ دينية واجتماعية واقتصادية. دينياً، يعتبره كثيرون إهداراً للنعم التي يجب احترامها وعدم إهدارها أو دوسها بالأقدام، كما أن الإنفاق الباذخ في اللهو محرم في الإسلام. اجتماعياً، تُظهر الفجوة بين الطبقات الغنية والفقيرة، حيث تُنفق أموال طائلة على حفلات بينما تعاني شرائح مجتمعية من الفقر والبطالة. اقتصادياً، يُنظر إلى هذه الأموال على أنها موارد مهدرة كان يمكن توظيفها في مشاريع تنموية أو التبرع بها للجمعيات الخيرية لمساعدة المحتاجين.

بدأت بعض الأسر الواعية تتجنب هذه العادة، بل وتكتب عبارات مثل “ممنوع رمي النقود” في بطاقات الدعوة لحفلات الزفاف. هناك دعوات متزايدة لاستبدال هذا التقليد بالتبرع بالقيمة للجمعيات الخيرية أو وضع النقود في مغلفات وتقديمها مباشرة للمغنيين أو للعروسين بدلاً من إهدارها.

ظاهرة رمي النقود في الأعراس المغربية مثال صارخ على كيف يمكن أن تتحول العادات التقليدية إلى ممارسات استعراضية وتبذيرية. هناك حاجة ماسة لتوعية المجتمع بآثار هذه الممارسات السلبية على الاقتصاد الفردي والجماعي، وتشجيع بدائل أكثر إيجابية تعكس القيم الحقيقية للكرم والتضامن دون إسراف. إن السعي إلى تغيير مثل هذه العادات الراسخة يتطلب جهوداً توعوية من القادة الدينيين والناشطين الاجتماعيين والإعلام، لتحويل ثقافة الاستعراض إلى ثقافة الاعتدال والمسؤولية.

#الجنوبية_بريس #ترصد_الأحداث_وتنقل_الخبر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة