التقاعد: نهاية أم بداية؟ كيف تُصمم فصلًا جديدًا من حياتك

aljanoubiapress2 سبتمبر 2025آخر تحديث :
التقاعد: نهاية أم بداية؟ كيف تُصمم فصلًا جديدًا من حياتك

التقاعد: نهاية أم بداية؟ كيف تُصمم فصلًا جديدًا من حياتك

الحلوي حليمة :الجنوبية بريس متابعة

تُطرح تساؤلات عميقة حول مرحلة التقاعد، وهي مرحلة حاسمة في مسيرة الإنسان، ويعتمد تقييمها بشكل كبير على نظرة الفرد لنفسه ومدى استعداده لتلك المرحلة الانتقالية.

لا يُمكن وصف التقاعد بأنه مجرد “نهاية” أو “انطلاق” فحسب، بل هو تحولٌ في الحياة يجمع بين احتمالين. ويتحدد الفرق بينهما بناءً على خيارات الشخص وتصوره المسبق لتلك المرحلة.

فإذا نظر إليه على أنه “نهاية الحياة” أو بدايتها، فذلك يعود غالبًا إلى أسباب عدة، منها ارتباط الهوية بالعمل، حيث يبني بعض الأشخاص هويتهم بالكامل حول وظيفتهم، فيشعرون بفقدان الذات عند ترك العمل. كما يؤدي اختفاء الروتين اليومي إلى الشعور بالملل والضياع، فضلًا عن فقدان التفاعلات الاجتماعية التي يوفرها العمل، مما قد يؤدي إلى العزلة والوحدة. ويُضاف إلى ذلك القلق المالي الناتج عن عدم التخطيط، مما يحول هذه المرحلة إلى عبء وليس فرصة للاستمتاع، ناهيك عن تراكم المشاكل الصحية التي قد تصبح الهاجس الأكبر.

أما إذا نُظر إلى التقاعد على أنه “انطلاق لحياة جديدة”، فيكون ذلك بمثابة فرصة ثمينة لتحقيق العديد من الإنجازات. فهو يعني حرية التصرف بالوقت بعد عقود من الالتزام بروتين محدد، مما يتيح للفرد تحديد كيفية قضاء وقته ومع من. كما يفتح المجال لاكتشاف شغف جديد أو متابعة هوايات لم يكن متسعٌ من الوقت لها سابقًا، مثل القراءة أو الكتابة أو الزراعة أو تعلّم لغات جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، تمثل هذه المرحلة فرصة للتركيز على الصحة والعافية من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وتحضير الطعام الصحي. كما يمكن استثمار الخبرات المتراكمة في التطوع وتوجيه الأجيال الشابة، مما يعزز الشعور بالقيمة والمعنى. ولا ننسى أهمية تعميق العلاقات الاجتماعية وقضاء وقت نوعي مع الأسرة والأصدقاء، إلى جانب السفر وخلق ذكريات جديدة. والأهم من ذلك، إعادة تعريف الذات واكتشاف الجوانب الأخرى التي طالما ظلت مخفية.

في الخلاصة، لا يُعد التقاعد حدثًا محايدًا، بل هو صفحة فارغة يُحدد الشخص نفسه ماذا يكتب عليها. إنها نهاية لحياة العمل المنتظمة والروتين المعتاد، ولكنها أيضًا انطلاقة لحياة مختلفة، أكثر حرية ومرونة، شرط أن يتم التخطيط لها ماليًا ونفسيًا واجتماعيًا.

ومفتاح تحويل التقاعد إلى انطلاقة جديدة يكمن في التخطيط المالي المبكر، والاستعداد النفسي والمعنوي من خلال التفكير في كيفية استغلال الوقت وبناء اهتمامات جديدة، إلى جانب الحفاظ على النشاط البدني والاجتماعي والعقلي، وتقبّل التغيير باعتباره مغامرة وليس خسارة.

في النهاية، القرار بين يديك.. فبإمكانك أن تجعل من التقاعد أجمل فصول حياتك إذا ما اخترت ذلك.

#الجنوبية_بريس #ترصد_الأحداث_وتنقل_الخبر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة