المواطن المغربي بين مطرقة الغلاء وسندان المناسبات.. فأين الدولة من كل هذا ؟

aljanoubiapress31 أغسطس 2025آخر تحديث :
المواطن المغربي بين مطرقة الغلاء وسندان المناسبات.. فأين الدولة من كل هذا ؟

المواطن المغربي بين مطرقة الغلاء وسندان المناسبات.. فأين الدولة من كل هذا ؟

مريم الحيمر الجنوبية بريس متابعة

يعيش المواطن المغربي هذه الأيام على إيقاع ضغوط متلاحقة، حتى صار كمن يطحن في طاحونة لا ترحم: أسعار تلتهب بلا سقف، دخول مدرسي يقرع الأبواب بفاتورته الثقيلة، عطلة صيفية أنهكت الجيوب، ومناسبة عيد دينية تلوح في الأفق بما تحمله من التزامات اجتماعية لا مفر منها. وبين كل هذا، يتساءل البسطاء بمرارة: أين هي الدولة؟

الأسواق مشتعلة، الخضر والفواكه واللحوم والأسماك تتسابق في سباق محموم نحو الغلاء، حتى أصبح “السوق ” كابوسًا للأسر. لم يعد المواطن يبحث عن الجودة بل عن “الأرخص”، وإن وُجد. أجور جامدة، دخل ضعيف، وواقع يزداد قسوة كل يوم.

ثم جاء الدخول المدرسي كضيف ثقيل على كاهل الأسر: كتب مدرسية بأسعار مرتفعة، لوازم مدرسية تضاعفت، ومصاريف إضافية من نقل وواجبات مدرسية. العائلة المغربية اليوم تجد نفسها مجبرة على تقسيم ميزانية هزيلة بين حاجيات لا ترحم: هل يشتري الأب كتب ابنه أم يؤمن قوت يومه؟

وفي خضم هذا، لم يمض وقت طويل على عطلة صيفية استنزفت المدخرات القليلة للترفيه عن الأبناء ولو ببعض اللحظات البسيطة. ومع اقتراب عيد ديني جديد، يعود الهمّ ذاته: من أين سيأتي المواطن بثمن الملابس والمصاريف المرافقة؟

أمام هذا المشهد، يغيب صوت الدولة أو يكاد. المواطن لا يطلب المستحيل، بل فقط حماية اجتماعية حقيقية، مراقبة فعلية للأسعار، سياسات تعطي الأولوية للقدرة الشرائية، لا تركه وحيدًا في مواجهة “لوبيات الغلاء” التي تحصد الأرباح وتترك الشعب ينزف.

إنها ليست مجرد أزمات ظرفية، بل طاحونة حقيقية تطحن الفقير والمتوسط معًا. وإذا استمرت الدولة في دور المتفرج، فإن الشرخ بين الشعب وصناع القرار لن يزيد إلا عمقًا.

المواطن يسأل اليوم بصرخة مدوية:
هل الدولة موجودة فقط لتحصيل الضرائب والرسوم؟ أم أنها موجودة أيضًا لحماية مواطنيها من الغلاء ومن سحق الكرامة أمام الأسواق والمناسبات؟
الجنوبية بريس ترصد الأحداث وتنقل الخبر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة