القلب الذي ينزف بصمت

aljanoubiapress31 أغسطس 2025آخر تحديث :
القلب الذي ينزف بصمت

القلب الذي ينزف بصمت

مريم الحيمر:الجنوبية بريس متابعة

في هذا الوطن، لم يعد المواطن بحاجة إلى نشرات رسمية لتخبره بالحقيقة، فكل يومه نشرة أخبار دامية. يستيقظ على أنين جيبه الخاوي، ويغفو على وجع قلبه المثقل بالهموم. الشوارع مكتظة بالحركة، لكن العيون فارغة، كأن الحياة تمشي فوق أجساد متعبة بلا روح.

الأسعار تحرق أنفاس البيوت، والبطالة تكسر أجنحة الشباب الذين لم يعودوا يحلمون بالطيران، بل فقط بالقدرة على الوقوف. المدارس تتحول إلى كابوس للأسر، حيث لائحة المصاريف أطول من طاقة الجيوب، والمستشفيات صارت مرادفًا للانتظار الطويل والدواء المفقود.

كل ذلك يجري في صمت رسمي بارد، كأن صرخات الناس مجرد صدى يتلاشى في الفراغ. يقال لنا إن “الوطن بخير” بينما المواطن يحتضر. يقال إن “الاستقرار متين” بينما الأرواح تموت من الخوف على الغد.

الوطن اليوم مثل قلب مفتوح على مشرحة الألم: ينزف بلا توقف، والأطباء يتجادلون حول بروتوكول العلاج، فيما المريض يضعف شيئًا فشيئًا. لا يطلب المواطن معجزات، بل مجرد جرعة صدق، قرار عادل، يد حانية تنتشله من الغرق.

إن أخطر ما يواجهه وطن ليس الأزمات الاقتصادية ولا حتى السياسية، بل موت الأمل في صدور أبنائه. حين يشعر المواطن أن لا أحد يسمع، ولا أحد يهتم، تصبح الحياة مجرد عادة ثقيلة، والبقاء مجرد انتظار بائس.

الوطن يحتاج إلى من يعيد له النبض، إلى من يمسح دمعة الأمهات، ويزرع بعض الثقة في قلوب الشباب، ويمنح الفقراء سببًا ليبتسموا ولو للحظة. فإما أن تُفتح النوافذ للهواء النقي والصدق الصريح، أو سيبقى الوطن غرفة مغلقة على مريض يهوي ببطء، وسط صمتٍ يخنق الجميع.

الجنوبية بريس ترصد الأحداث وتنقل الخبر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة