“الرجال مواقف، والأزمات مرآة الحقيقة.. فهل تصمد الشعارات أمام اختبار الواقع؟”

aljanoubiapress29 أغسطس 2025آخر تحديث :
“الرجال مواقف، والأزمات مرآة الحقيقة.. فهل تصمد الشعارات أمام اختبار الواقع؟”

“الرجال مواقف، والأزمات مرآة الحقيقة.. فهل تصمد الشعارات أمام اختبار الواقع؟”

خليل لغنيمي :الجنوبية بريس متابعة

يقال إن الرجال مواقف، وإن الأزمات هي المحكّ الحقيقي لصدق الشعارات ووزن الوعود. غير أن ما نراه اليوم في تصرفات بعض المنتخبين يجعلنا نتساءل بمرارة: هل كانوا أوفياء للأمانة التي حملوها؟ أم أن الكراسي والمصالح الخاصة كانت أكبر من صوت المواطن وثقة الوطن؟

لقد منح الناس ثقتهم في صناديق الاقتراع، وقالوا في هؤلاء المنتخبين كلمة الفصل، معتبرين أنهم قادرون على حمل همومهم، والدفاع عن قضاياهم، وخدمة الصالح العام. غير أن الواقع المرير أظهر العكس؛ إذ تبيّن أن بعضهم جعل من مناصبه وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية، وتصفية حسابات ضيقة، أو بناء شبكات نفوذ لا علاقة لها بمشاريع التنمية ولا بانتظارات المواطن.

المواقف التي كان يُفترض أن تعكس قوة الانتماء للوطن، تحولت في أحيان كثيرة إلى مواقف هزيلة، باهتة، تكشف زيف الشعارات وغياب الضمير. وهنا تتجلى الخيانة الحقيقية: خيانة الوعد، خيانة العهد، وخيانة ثقة المواطنين الذين آمنوا بقدرتهم على التغيير.

إن المواطن المغربي اليوم لم يعد ينخدع بالكلمات المنمقة ولا بالخطابات الانتخابية الموسمية، بل صار يميز بين من يعمل بجد لخدمة وطنه ومن يبيع الوهم لتحقيق مكاسبه الخاصة. والتاريخ لن يرحم أحدًا، فالمناصب زائلة، لكن المواقف تبقى شاهدة على معدن الرجال.

ا
ان الوطن اليوم لم يعد يحتاج إلى متلاعبين بمصالح الناس، ولا إلى باحثين عن الامتيازات، بل يحتاج إلى رجال حقيقيين مواقفهم صلبة، ووعودهم صادقة، وعهدهم للوطن والمواطن لا يتزعزع. فمن خان الأمانة فقد خان الوطن، ومن خان الوطن فقد حكم على نفسه بالسقوط أمام ذاكرة الشعب والتاريخ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة