الدخول المدرسي.. حين تجتمع الأعباء لتكسر ظهر المواطن

aljanoubiapress29 أغسطس 2025آخر تحديث :
الدخول المدرسي.. حين تجتمع الأعباء لتكسر ظهر المواطن

الدخول المدرسي.. حين تجتمع الأعباء لتكسر ظهر المواطن

مريم الحيمر الجنوبية بريس متابعة

لم يعد الدخول المدرسي مناسبة عادية في حياة الأسر المغربية، بل تحول إلى هاجس ثقيل يثقل كاهل ملايين المواطنين. فما بين لوازم مدرسية بأسعار ملتهبة، وكتب ومقررات تتضاعف تكاليفها عاماً بعد عام، وملابس وأحذية لا غنى عنها، يجد المواطن نفسه في سباق مرهق مع جيبه المثقوب.

وكأن ذلك لا يكفي، جاء هذا الدخول المدرسي متزامناً مع عطلة صيفية استنزفت المدخرات، ومع اقتراب عيد يفرض هو الآخر مصاريف إضافية. إنها لحظة زمنية واحدة، لكن أعباءها تتوزع على العام كله، فتقسم ظهر المواطن البسيط الذي يسعى جاهداً ليوازن بين ضروريات الحياة وحلم أن يرى أبناءه فوق مقاعد الدراسة بكرامة.

الأب يخرج كل صباح يبحث عن قوت يومه، والأم تقتطع من احتياجاتها لتوفر لأطفالها أقلاماً ودفاتر وكتاباً جديداً، فيما الأطفال ينظرون إلى السوق بعيون بريئة، لا يدركون أن وراء تلك الابتسامة تختبئ حسرة قلوب مثقلة بالديون والهموم.

إنها ليست مجرد مصاريف مدرسية، بل معركة يومية يخوضها المواطن المغربي من أجل مستقبل أبنائه. معركة تُظهر حجم الصبر والتضحية، لكنها تكشف أيضاً هشاشة القدرة الشرائية في مواجهة موجات الغلاء التي لا ترحم.

في هذه اللحظات، لا يحتاج المواطن إلى وعود مؤجلة، بل إلى سياسات ملموسة تُخفف العبء، وتُعيد للتعليم معناه كحق أساسي، لا كامتياز يُرهق الجيوب. لأن المدرسة ليست مجرد جدران وسبورة، بل هي بوابة أمل يجب أن تظل مشرعة أمام كل طفل، مهما كان وضع أسرته المادي.

فليتذكر كل مسؤول أن الدخول المدرسي ليس موسماً للخطابات، بل اختبار حقيقي لمدى قدرة الدولة على حماية مواطنيها من الانكسار تحت ثقل الأعباء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة