أكثر من مليار سنتيم للإطعام في جهة تعاني البطالة والتهميش.. هل هو العبث بعينه؟
الجنوبية بريس : عبداللطيف بيه| متابعة .
في وقت تتصدر فيه جهة كلميم وادنون مؤشرات البطالة والفقر والتهميش على الصعيد الوطني، رصدت رئاسة مجلس الجهة مبلغًا ضخمًا تحت بند الإطعام والإستقبال والعتاد والهدايا وصل إلى 10.505.164 درهمًا، أي أكثر من مليار سنتيم، في خطوة تطرح أكثر من علامة إستفهام حول أولويات الإنفاق العمومي ومآلات هذه الأموال.
المثير أن هذه الميزانية الضخمة، بحسب معطيات مؤكدة، تجعل الجهة الوحيدة وطنياً التي تخصص مثل هذه المبالغ الخيالية للإطعام، في ظل غياب أي أثر ملموس على التنمية المحلية أو الخدمات الأساسية التي تنادي بها الساكنة منذ سنوات.
“هل هذا الإطعام يستفيد منه المواطن البسيط؟ أم أنه موجه لتنظيم المؤتمرات الحزبية وإستقبال الوفود؟ بل وحتى من عادوا من بيت الله الحرام؟”، يتساءل براهيم حنانة أحد الأعضاء البارزين في صفوف المعارضة ، مشددًا على ضرورة فتح تحقيق نزيه وعاجل في هذه الميزانية، التي تفتقر حتى لأبسط معايير الشفافية، حيث لم تُنشر تقارير توضح كيفية صرفها أو الجهات المستفيدة منها.
وتشير مصادر إلى أن هذه الإعتمادات تأتي في سياق سلسلة من الإختلالات الخطيرة، من بينها مشاريع كلفت الملايين ولم تر النور، كبرنامج التنمية الجهوية (PDR) الذي إلتهم أزيد من 1.5 مليار سنتيم دون أن تظهر له نتائج واضحة على أرض الواقع.
كما تُثار علامات إستفهام حول أكثر من 40 ملفًا وقضية تهم صفقات ومشاريع داخل الجهة، ما يعزز مطلب إجراء إفتحاص شامل للمالية الجهوية وإحالة كل الملفات المشبوهة على الهيئات الرقابية والقضائية.
ويبقى السؤال المطروح اليوم بإلحاح:
هل نحن أمام سوء تدبير أم إستهتار بمعاناة ساكنة تعيش الهشاشة في صمت؟