تقاطع الثقافة الحسانية والأمازيغية في جنوب المغرب: جسر للتعاون والتنمية المحلية

aljanoubiapressمنذ ساعتينآخر تحديث :
تقاطع الثقافة الحسانية والأمازيغية في جنوب المغرب: جسر للتعاون والتنمية المحلية

تقاطع الثقافة الحسانية والأمازيغية في جنوب المغرب: جسر للتعاون والتنمية المحلية

بقلم السيد عبسى يحظيه : مهندس في الأشغال العمومية والهندسة المدنية متقاعد وخبير قضائي حاليا-الرباط

رئيس تحرير الجنوبية بريس متابعة

يشكل جنوب المغرب فضاءً ثقافياً غنياً تلتقي فيه مكونات حضارية متعددة، أبرزها الثقافة الحسانية (ذات الأصول العربية الصحراوية) والثقافة الأمازيغية (الأصيلة في المنطقة). هذا التقاطع ليس مجرد تعايش جغرافي، بل هو تفاعل ديناميكي أنتج تشابكاً ثقافياً وفنياً واجتماعياً، يمكن توظيفه لتعزيز التعاون والتنمية المستدامة.

1. مظاهر التقاطع الثقافي:
– اللغة واللهجات:** تأثر اللهجة الحسانية بالأمازيغية في مفرداتها ونطق بعض الأصوات، والعكس صحيح، مما خلق لغة تواصل يومي مشتركة.
– الموسيقى والفنون:انصهار “آلة تيدينيت” الأمازيغية مع إيقاعات “الطرق” الحسانية في فنون مثل “كناوة” و”أحواش”.
– العادات الاجتماعية:تشابه في طقوس الزواج (كالحناء الجماعية) والأعياد (مثل “أكليل”)، مع تبادل التأثيرات في الأزياء التقليدية (مثل “الدراعة” و”التكشيطة”).
– الاقتصاد المحلي:التكامل في الحرف اليدوية (صناعة المجوهرات الفضية المشتركة بين الطوارق والحسانيين).

2. دور التقاطع في تعزيز التعاون:
– التضامن المجتمعي:اعتماد آليات “التويزة” (العمل الجماعي) في الزراعة وبناء المنازل، والتي تجسد قيماً مشتركة.
– السياحة الثقافية:إمكانية تطوير مسارات سياحية تعرض التنوع الثقافي كمنتج متكامل (مهرجانات مشتركة مثل “موسم طانطان”).
– الحفاظ على التراث:مبادرات مثل “متحف الصحراء” في كلميم يوثق التفاعل بين الثقافتين.

3. إسهامات التقاطع في التنمية:
– تنمية مستدامة:توظيف المعارف التقليدية المشتركة في تدبير الموارد الطبيعية (كحصاد الضباب ونظام “الخطارات” الأمازيغي).
– تمكين المرأة:مشاريع تعاونيات نسوية تجمع بين حرفيات أمازيغيات وحسانيات في إنتاج سجاد ونقوش فنية هجينة.
– التنوع الثقافي كرافد اقتصادي:تسويق المنتجات المحلية المرتبطة بالهوية المزدوجة (كالزعفران والحلي).

التوصيات:
– دعم البحث الأكاديمي لتوثيق التفاعل الثقافي.
– تشجيع المشاريع المشتركة بين الشباب الحساني والأمازيغي.
– إدراج البعد الثقافي المشترك في سياسات التنمية المحلية.

الخاتمة:
يظل التقاطع بين الثقافتين الحسانية والأمازيغية نموذجاً لإثراء الهوية المغربية التعددية. بوعي تاريخي وإرادة سياسية، يمكن تحويل هذا التراث إلى وقود للتنمية، تعزيزاً لوحدة المجتمع وثرائه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة