كُمبان بنت أعلي وركان، تُعدّ أحد الأسماء البارزة في الساحة الفنية الموريتانية، وهي فنانة متخصصة في أداء الموسيقى التقليدية الموريتانية.
متابعة الجنوبية بريس:هيئة التحرير
تعود أصولها إلى أسرة تهتم بالثقافة والفن، وهو ما ساعدها على اكتساب موهبتها وصقلها منذ سن مبكرة.
تتميز كمبان بأدائها الفريد الذي يجمع بين الأصالة الموسيقية الموريتانية والتجديد في الأسلوب، ما جعلها تحظى بشعبية واسعة في بلادها وخارجها.
وتلعب كمبان دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث الموسيقي الموريتاني، خاصة في فن “المدح” الذي يركز على المدائح النبوية والغناء الديني، وتقدم أعمالها في إطار يجمع بين الألحان التقليدية والكلمات الهادفة التي تسعى لنقل القيم الثقافية والدينية.
كما تُعتبر واحدة من القلائل الذين حافظوا على الأداء المميز لأغاني “الهول” وهو نمط موسيقي تقليدي يعكس هوية المجتمع الموريتاني وبيئته الصحراوية.
حصلت كمبان على عدة جوائز تكريمية، من أبرزها “جائزة الآغا خان للموسيقى” التي تُمنح للفنانين الذين يساهمون في الحفاظ على التراث الثقافي والموسيقي.
وقد سلط هذا التكريم الضوء على دورها في إبراز الموسيقى الموريتانية على الساحة الدولية.
كما شاركت أيضًا في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية داخل موريتانيا وخارجها، مثل مهرجان الرحل ومهرجان الموسيقى العالمية، حيث مثلت التراث الموريتاني بشكل مشرف.
إلى جانب فنها، تُعرف كمبان بدورها الإنساني والاجتماعي، حيث تسعى من خلال أغانيها إلى تعزيز السلام والتعايش بين المجتمعات الموريتانية المتنوعة، كما تعمل على نقل تراثها الفني إلى دول الجوار في حفلات مخصصة لهذا الهدف.
وأشهر أغانيها تلك التي ترتبط بالمديح النبوي والأغاني التراثية، وتتميز هذه الأعمال بالكلمات العميقة واللحن الساحر الذي يعكس جماليات الموسيقى التقليدية، كما أنتجت أعمالًا موسيقية تدمج بين التراث والحداثة، مما ساهم في جذب جمهور جديد إلى هذا النوع من الفن.
كمبان ليست مجرد فنانة، بل تُعتبر رمزًا للحفاظ على الهوية الثقافية الموريتانية، ووجودها في المشهد الفني يعطي دفعة قوية لفن الغناء التقليدي في مواجهة الحداثة المتسارعة التي قد تؤدي إلى تهميش التراث