أزمة قيم أم رداءة الخطاب بالفضاء الإفتراضي ؟
لا يختلف إثنان على ان الذين يلجأون لهذا الفضاء الإفتراضي سابقا أناس محافظين في خطابهم وثقافتهم ، ومهما كانت طبقتهم الإجتماعية التي ينتمون إليها فإنهم يحاولون قدر المستطاع إيصال قضاياهم بنوع من اللباقة والنبالة دون المساس بالقيم الإجتماعية المتعارف عليها ، حيث يظهر ذلك جليا في طبيعة سردهم للوقائع التي لا تخرج عن دائرة العرف والقيم و الشرف ، مواضيع يشاركوننا إياها بلغة سلسة واضحة وخالية من أشكال التفاهة و الرداءة لتعرض على مختلف الفاعلين و المتخصصين وتناقش بموضوعية ويقترح لها حلولا .
الفضاء الإفتراضي اليوم أضحى مرتعا لخطاب نسميه في الثقافة الشعبية بالخطاب ” زنقاوي” يختلف تماما عن خطاب ” الفئة المحترمة ” الساذجة والتي كنا نتابعها في مواقع تعبر عن ” صوت الذين لاصوت لهم ” ، وإن دل ذلك فإنما يدل عن حدوث ” تغير طال البينة الثقافية للمجتمع المغربي ” الذي أنتج لنا خطابا رديئا لا يقتصر على فئات إجتماعية بعينها بل توغل أيضا في أذهان ممن نعتبرهم من ” النخبة ” المثقفين / والمثقفات الذين يخرجون أحيانا ليكشروا عن أنيابهم بملاسنات أقل مايمكن القول عنها منحطة .
إن هذا الفضاء الذي كنا نلجه بكل أريحية يفترض علينا قبل أي وقت مضى أن نكون أشد الحرص في أن تُسمع كلمات خادشة للحياء لا سيما في أوقات حضور العائلة أو أشخاص كبار نكن لهم كل التقدير والوقار لعلو كعبهم في هذا العالم ” اللعين ” الذي أفسده ” الزنقاويين والمجانين و مختلف المرضى النفسانيين ” ودنسوه تدنيسا أفقده حلاوة” المشترك ”
ولا بد وبالضروة التأكيد على فكرة في غاية الأهمية أن حرية كل إنسان تنتهي عند المساس بحرية الأخر ، ولايمكن أن يُستعمل الحق بشكل ” تعسفي ” لإلحاق الضرر بالأخرين لأن صانعي المحتوى التافه تجاوزوا كل الحدود ، وأصبح
القذف والسب مألوفا في المنصات الرقمية .
ليبقى السؤال المطروح : إلى متى ستستمر التفاهة بمواقع التواصل الإجتماعي ؟