فرنسا:تعزز نظام المراقبة في سواحلها بالشمال للحد من الهجرة عبر المانش

aljanoubiapress29 سبتمبر 2024آخر تحديث :
فرنسا:تعزز نظام المراقبة في سواحلها بالشمال للحد من الهجرة عبر المانش

تعزيز نظام المراقبة في سواحل شمال فرنسا للحد من الهجرة عبر المانش
متابعة الجنوبية بريس نشر بتاريخ 29/09/2024

قررت قوات الشرطة تعزيز نظام المراقبة على ساحل “بيكاردي” شمال فرنسا بفرز عناصر إضافية على الأرض وإعادة تكليف لواء بحري لمنع المهاجرين من الانطلاق منه إلى المملكة المتحدة عبر المانش، بعد أن ازدادت محاولاتهم في الفترة الأخيرة. وترى منظمات محلية أن هذه الإجراءات “غير مجدية” وأن تأثيرها سيكون فقط باتخاذ المهاجرين “شواطئ أبعد ما يعرضهم أكثر للخطر”.
في مواجهة تزايد محاولات عبور المهاجرين من ساحل “بيكاردي” شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة عبر بحر المانش، قررت قوات الشرطة الفرنسية تعزيز نظام المراقبة عبر مفرزة ثالثة إضافية على الأرض وإعادة تكليف لواء بحري.
ومنذ عام 2022، تكثفت ظاهرة عبور المهاجرين، والتي كانت تتركز بشكل رئيسي حتى ذلك الحين على سواحل منطقة “با دو كاليه” الأقرب إلى الشواطئ البريطانية (نحو 30 كلم) على السواحل الأبعد، ومنها بيكاردي (أكثر من 100 كلم) عن الشواطئ البريطانية.
تزايد محاولات العبور من مقاطعة السوم
وحتى 20 أيلول/سبتمبر 2024، سجلت مقاطعة السوم 14 محاولة عبور منذ بداية العام، لـ 406 مهاجرين مُنعوا من المغادرة (مقارنة بـ 10 محاولات في نهاية أيلول/سبتمبر 2023 لـ 243 مهاجرا) و10 عمليات عبور ناجحة لـ 521 مهاجرا عبروا بحر المانش (مقابل أربع محاولات خلال نفس الفترة من عام 2023، لـ109 مهاجرين فقط).
كما جرت محاولتان للمغادرة على الأقل في عطلة نهاية الأسبوع الماضي من 21 إلى 22 أيلول/سبتمبر 2024 من ساحل بيكاردي. من “كاب هورنو”، في “سان فاليري سور سوم”، ومن “كايو سور مير”، حيث حاول ما بين 20 إلى 30 مهاجرا الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قوارب مطاطية قبل أن تمنعهم المحافظة البحرية من القيام بذلك.
وكانت صرحت بلدية السوم في بيان في 20 أيلول/سبتمبر 2024 “منذ بداية عام 2024، واجهت منطقة السوم محاولات مغادرة استثنائية بسبب موقعها وموسمها. ولأول مرة، تأثر الخط الساحلي بأكمله، مع محاولات المغادرة من أولت إلى فورت ماهون بلاج”.
ويقول فابيان كاتان، الرجل الثاني في قيادة سرية الشرطة التابعة لمقاطعة أبفيل إن “قسم با-دو-كاليه يغطي التضاريس بشكل جيد جدا لوقف محاولات العبور نحو المملكة المتحدة، وامتدت هذه الظاهرة إلى مقاطعة السوم وكذلك مقاطعة السين-ماريتيم، وهذا ما استدعى زيادة أعدادنا حتى نتمكن من التصدي لها”.
وحول نشر الطائرات بدون طيار في المنطقة يقول كاتان “إنها أداة أساسية للمساعدة في كشف جميع الأشخاص الذين يعبرون الأراضي الخاصة والمناطق التي يمكن أن تؤدي إلى الشواطئ”. وكذلك يتم استخدام طائرات الهليكوبتر وبشكل استثنائي طائرات فرونتكس، المستخدمة منذ كانون الأول/ديسمبر 2021 لمنع غنليات العبور البحرية إلى المملكة المتحدة.
وشهد بحر المانش مؤخرا مآسي غرق كان آخرها وفاة ثمانية مهاجرين، على أثرها قررت المملكة المتحدة إنشاء وحدة أمنية جديدة مسؤولة عن أمن الحدود وتهدف إلى مكافحة الجريمة المنظمة والمهربين. وقبل ذلك توفي 12 مهاجرا غرقا في بداية أيلول/سبتمبر، وكان وزير الداخلية الفرنسي المستقيل جيرالد دارمانان قد دعا إثر ذلك لإبرام معاهدة جديدة مع المملكة المتحدة.
وتنتقد جمعيات محلية سياسات الهجرة التي تتبعها فرنسا وبريطانيا، وتنتقد خصوصا المعاملة المتبعة حتى بعد إنقاذ المهاجرين من الغرق.
وتستنكر جمعية “يوتوبيا 56” فشل السياسة الأمنية بهذا الخصوص، ويقول أكسل غودينا، منسق الجمعية في كاليه لـ”فرانس3 ريجيون”، “نسير في الاتجاه الخاطئ تماما. ما يجري في بيكاردي هو نفسه الذي حصل في كاليه منذ ثلاثين عاما، نحصن الساحل عبر إجراءات ضخمة من الشرطة، تكنولوجيا دقيقة ومسيرات وطائرات وسلائك شائكة وجدران… ما وقع نتيجة كل هذا هو أن رحلات الانطلاق اتخذت مسارات أبعد، ما يعني زيادة الخطر بسبب المسافات الزائدة”. ويضيف بشأن الخطوات الجديدة “ما سيحدث هو أن الموت سيزيد. نصرف الملايين والمليارات من أجل القمع والحواجز، وهذا غير مجد”.
وبشأن الحلول لهذه المشكلة يقول غودينا “هذا المال الذي نملكه، يمكننا استخدامه لاستقبال كريم ومتضامن هنا في فرنسا”، وكذلك في خلق “طرق عبور آمنة للذين يريدون تقديم اللجوء في بريطانيا”.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أدانت “سياسات الهجرة غير الإنسانية والعبثية” التي تودي بحياة المهاجرين على طريق المانش، “إضافة إلى كلفتها وعدم فاعليتها” فهي “تساهم في جعل رحلة المهاجرين أكثر هشاشة وخطورة” وطالبت “بفتح طرق آمنة وشرعية للهجرة بشكل عاجل”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة