بقلم: عبد الخالق حسين: رئيس المجلس العلمي لطانطان..
** الملائكة؛ تحلق فوق “القصر الملكي” بالدار البيضاء **
1- اجتمع في الدرس الحسني الثالث ليوم السبت 23 مارس 2024 ؛ ثلاث مكرمات و كرامات :
– هيبة أمير المؤمنين مولانا محمد السادس أعزه الله؛
– “كلمات خاشعة” تفسر كلام الله من رجل من أهل الله؛
– إلقاء “رهيب”؛ كأنه يصدر من وراء ستار الكعبة؛ في الثلث الأخير من الليل.
2- أعدت الإستماع و الإنصات للدرس أكثر من مرة..
صدقوني هناك نورانية؛ و روحانية تعم المكان.. وتجلل فضاء القصر ..
عقد لؤلؤ من ( كلمات حديثة عهد بالسماء).. هي هذه الجلسة المباركة..
جلال جلوس أمير المؤمنين..
و جمال سرد كلام الله و تدبره ..
وكمال و اكتمال، صفاء البواطن بحضور صفوة علماء الأمة الاسلامية مشرقا ومغربا..
و رونق حضور إفريقي، يعيد لإفريقيا “مقعد سيدنا بلال” رضي الله عنه بجوار سبط سيدنا رسول الله؛ مولانا محمدا السادس..
جلسة مباركة؛ يجللها السلطان بتواضعه..
و رمضان بنفحاته..
و القصر الملكي بمجده و جهاده ..
و أهل الحكمة و الربانيون من علماء الأمة “كل بسره”؛ بتعبيرهم عن معاني عالمية أخوة القرآن..
3- جلسة تعيد إليك حقيقة المعاني العميقة لبعض أقوال صفوة الصفوة من صحابة رسول الله؛ و التي يقرأها كل مسلم؛ لكنها تستعصي على ( التأويل) بسبب بعد زمن التحقق والتحقيق !!.. وها هو تأويلها يأتي ( ملقى علينا ) من سماء القصر العامر بالدار البيضاء .. البيضاء قلبا و يدا و نوالا ..
لينفتح معنى قول بعض الصحابة لبعض : ( تعالوا بنا نؤمن ساعة)..
4- إنه الدرس الحسني الثالث – رحم الله مولانا الحسن الثاني- و نعم الله روحكم و قبركم سيدي؛ بكل حرف من قاموس هذا الدرس و كل الدروس.. و من كل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها تابث و فرعها في السماء .. بإذن ربنا توتي أكلها تسبيحات لا نفقهها .. ولسوف تسمع سيدي تسبيحات ملائكة الرحمان و تصلياتها؛ من رحاب و جنبات هذا ( القصر ) الذي يشهد و نشهد أنك كنت تؤتثه مزهوا و فرحا.. وأنت تحيي عبادة تعظيم مجالس مدارسة كلام الله و سنة سيدنا رسول الله..
5- هذا الدرس وهذه الجلسة؛ تجلت فيها أنوار إيمانية و ربانية و قدسية يقينا.. تحقق فيها و عد ربنا ( ..وتحفهم الملائكة)..
كيف لا ؟؟ ونحن (من بعيد ) احسسنا بشعور السمو و التسامي و العروج.. و اقشعرت جلودنا ولانت قلوبنا لذكر الله.. و ألقينا وجذبنا نسبح في بحار ألغاز و حكم و تفصيل القول الثقيل لربنا..
و خلعنا نعلنا.. و سمعنا .. و انصتنا..
و خررنا للأذبان سجدا..
و بكينا ..و صمتنا..
و حرنا و تحيرنا..
و سافرنا و فارقنا أجسادنا.. و رجعنا و فارقنا الذي فينا وليس منا..
و رجعنا واجتمعنا ..لنستمع لما يوحى؛ كأنه الآن يوحى..
ثم خشعت الأصوات و سكنت الجوارح تحت ظلال فردوس المعاني و الاسرار ( فردوس القرآن العظيم) لتتنزل الاشارات فينا و إلينا وعلينا..
6- في هذا المجلس اجتمع الغائب و الحاضر و الظاهر والباطن ؛ و طوي المكان والزمان..و أصبح العرش فوق العالمينا.. فطوبى لمن سلم و دخل “الحضرة” مستكينا..
7- حتى عدسة كاميرا المصور المحترف؛ كأنها بإذن خفي من الغيب كانت تنقل صدق ( التركيز) و (الشهود الغامر) لنظرات أمير المؤمنين وهي تتملى في كل حرف و شكلة حرف ..
و تتقل السكون و الأدب الذي يغمر الحاضرين..
و تنقل الخشية و السبك؛ اللذين تصدر و تنساب بهما كلمات سيدي مصطفى البيحياوي..
بل أدعي أنها نقلت “ما سرى” فينا من السر و الاشارة و المعنى؛ ومن يعيد كرة النظر بعد أخرى سوف تنجلي له حقيقة الدعوى..
7- تمنيت، ووددت، لو رزقت جناحين “لأطير” فأكون هناك ؛ في حضرة “الجمال والجلال و الكمال” بين يدي مولانا أمير المؤمنين..
وكدت أسأله سبحانه أن يخرجني من حالي لأشهد عيانا هذا ( العرس السلطاني القرآني المهيب) ..بيد أني تذكرت حكمة سيدي ابن عطاء الله: ( لا تطلب منه أن يخرجك من حالة؛ ليستعملك فيما سواها، فلو أراد؛ لاستعملك بغير إخراج.) فتأدبت..واستغفرت الله.. و لزمت قدري المكاني.. وتذكرت جواب سيدي ابو الحسن الشاذلي “للمريد” الذي طلب يوما ان يحضر دوما مجلسه؛ و يلازمه ويترك عمله و كسبه !
أي بمصطلح القوم أن ” يدخل مقام التجريد” و يفارق عالم الاسباب والتسبب .. فأجابه الشيخ : (إلزم مكانك؛ و ما قسمه الله لك على أيدينا؛ سوف يصلك!! )..
8- صدقوني ؛ تابعوا الدرس “بتركيز” و “القوا السمع و انتم شهداء”؛ وسوف “تتلقوا” حظكم من الفتوحات الذي كتب الله لكم..
و سوف ” يصلكم “ما قسم الله” لكم في سابق علمه و قضائه؛ من ( السر)..
و سوف تتنعمون (بالمعنى) في بيوتكم و بلدانكم.. في زمن يصفه أهل الحكمة بزمن ( ضياع المعنى)..
9- حفظ الله مولانا امير المؤمنين ..
و عمر الله “قصرا” فاضت فيه هذه المعاني الصادرة من مشكاة كلام الله..
و بارك في علامة المغرب الرباني “المصطفى”..
و نفع من حضر نيابة عنا بنفحات هذا الدرس الفريد..
وزاد الله مملكتنا المغربية الشريفة؛ من العز و المنعة و الخيرات و الفتوحات؛ ما به تعان على الذكر و الشكر و التسديد..
وجعل بلد إمارة المؤمنين؛ قبلة لمن “فارق الأواني” وثقلها.. باحثا عن “أهل الله و المعاني” و عروجها ..
آمين..آمين..آمين..