العنقاء تصحو من تحت الرماد.
يعقد الحزب الإشتراكي الموحد مؤتمره الخامس ببوزنيقة على مدى ثلاثة أيام،ونظم الجلسة الإفتتاحية بخيمة كبيرة لأول مرة على غرار ما دأبت عليه عدة تنظيمات سياسية.. وغلبت ظروف الأحداث الجارية في #فلسطين على الأجواء،فإلى جانب شعار المؤتمر المتمثل في”نضالنا اليساري من أجل الشعب والوطن والديمقراطية”،ظهر بخط كبير على واجهة المنصة من جهة اليسار شعار يدعم القضية الفلسطينية،يقول “كلنا فلسطين حتى ٱسترجاع الحقوق المشروعة”.بينما صدحت القاعة بالشعارات المتضامنة والمنددة بالعدوان الإسرائيلي..
وبعد تقديم شريط يشير إلى عدة أنشطة حزبية ونضالية وطنية ومحلية خاضها مناضلو الحزب،أعطيت الكلمة أولا للمثل “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” #سيون_أسيدون،ومما جاء في كلمته تذكيره ب”مليونية” دعم الشعب الفلسطيني في إشارة إلى مسيرة الرباط الأحد المنصرم،ودعا إلى وقف “التطبيع”..
مما يمكن ملاحظته عن الجلسة الإفتتاحية،وما لا يخلو من إشارات دالة،قد يكون لها ما بعدها،حضور إدريس لشكر عن حزب #الاتحاد_الاشتراكي_للقوات_الشعبية، ونبيل بن عبد الله عن #حزب_التقدم_والاشتراكية.. إلى جانب ممثلين عن #حزب_النهج العمالي كما سماه المقدم ومنسق التدخلات محمد العوني،وكذلك حزب البديل الحضاري.. بالإضافة إلى جمعيات مدنية في مقدمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ممثلة في رئيسها #عزيز_غالي.. وممثلي بعض النقابات..
لكن،غاب حلفاء الأمس الذين بقوا في فيديرالية اليسار،بينما حضر أحد رموز اليسار والنضال،إنه #عبد_الرحمان_بنعمرو،وقد تلقت القاعة الإعلان عن تواجده بتصفيقات حارة،وشعارا يحيي حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي،رغم عدم حضوره رسميا..
كما غاب لأول مرة عن مثل هذه المناسبة المناضل محمد بنسعيد آيت يدر بسبب ظروفه الصحية كما قال منسق الإفتتاح،وبدوره تلقى التحية بالشعارات والتصفيق وقد وقف كل من في القاعة أثناء ذلك ٱحتراما للرجل ولتاريخه.كما لم يحضر لنفس السبب إبراهيم ياسين وسامية عباد الأندلسي..
من خلال المؤتمرين والمؤتمرات القادمين من مختلف الربوع حيث يصل عددهم إلى 800،يظهر بوضوح أن الحزب وقع تطعيمه بوجوه من الأجيال الجديدة،ولم يبق الأمر مكتفيا بقدماء”منظمة العمل الديمقراطي الشعبي”،وأمام المؤتمر رهانات كثيرة، من أهمها لملمة الجراح بعد الإنشقاقات الحاصلة بدون دواع موضوعية في فيدرالية اليسار،وترميم الفروع والاتصال بالمنسحبين والغاضبين والمهمَلين،وإعادة بناء الحزب على قاعدة جماهيرية واسعة، وإقناع الشباب بضرورة الإنخراط السياسي والحزبي المناضل وٱعتباره مدخلا لترسيخ دولة ديمقراطية وعادلة،والبحث في مسألة التحالفات لتجاوز مطبات الإنتخابات الصعبة والوصول بتشكيلات كافية إلى المؤسسات المنتخبة،والنظر في إشكالات المجتمع المدني وخاصة النقابي منه،حيث ظل الحزب دائما ضد تشكيل نقابة مستقلة،ومناضلوه ينخرطون في أربع نقابات على الأقل..
ذكّرت الأمينة العامة #نبيلة_منيب في تدخلها بالأسس التي يقوم عليها الحزب،والمتمثلة في بناء الديمقراطية ومواجهة الفساد وتحقيق التنمية..
قُدمت للمؤتمرين أرضيتان للنقاش (سحبت إحداها لاحقا)،وينتظر منخرطو الحزب الإعلان عن أسماء المجلس الوطني يوم الأحد،يتشكل من 250 عضوا،يلتقي بعد 15 يوما، وانتخاب الأمين(ة) العام وتشكيل باقي الهياكل واللجان،وإصدار بيان ختامي يعكس رؤية الحزب للأحداث والمرحلة والأفاق،والتدقيق في التعاقدات من خلال الأرضية المتوافق عليها.
وبهذا المؤتمر والزخم الذي ظهر عليه حفل الإفتتاح،يبدو أن الحزب الإشتراكي الموحد ما زال بشرايين حيوية تضخ الدماء وتتجدد باستمرار……. ح. ش. م