صرخت بادئ الأمر،ثم بكيت بلا وعي معلنا حياتي،تلعثمت مع مرور الوقت فتعلمت أن أتكلم لغة،إن لم أقل لغات،هي بنات بعضها كما يقولون،وتعلمت أن أقف بعد سنين من السقوط المتتالي والقتال بشكل من الأشكال،علمني محيطي كيفية تحسس الأشياء،فعلمت أنني أصبحت أكتشف الوجود وبأنني(حي)،تعلمت أن أضحك،وأحزن،وأفرح،وأحب،وأكره، وأبكي،وأبتسم وسألت نفسي مرارا لماذا نحن بني البشر نحمل المتناقضات عينها؟،قالو لي أنت إسمك إدريس،وهو من أسماء الأنبياء القدامى،يحكى أنه كان يمتهن الخياطة،سموني دون أن ينتظروا وعيي ليسألوني،ربما لست أنا بإدريس النبي،ولن ينبغي أن أكون مثله حتى وإن أنا أردت،فالإنسان لا يحيا من خارج تاريخه على حد تعبير الفيلسوف نيتشه،كان سيكون أفضل لو سموني مرور فارغ في فراغ،تحديت كل شيئ أجهله وحاولت الإنتصار عليه،قالو لي دينك هو الإسلام،فلا تسأل ولا تتسائل،فقط ٱتبع ما يقال لك،فكرت مليا في الأمر،وٱستفزني عقلي ووجداني وطرحت عدة أسئلة،ولم أنل جواب سوى الصدى بتكراره، وغاب الجواب إن لم نقل الأجوبة،رجعت لدواخلي علي أجد جواب،فوجدت الله موجودا وحيا وٱكتشفت ماٱكتشفت، إكتشفت أن البشر أخطر من الشيطان وربما هو معلمه الأول،وأن الأديان هي الضامنة لبقاء الأخلاقيات والقيم حتى وإن القيم سابقة للدين بشكل أو بأخر،وهنا وقفت وتأملت فوجدت الإنسانية أسمى دين،وهي الضامنة للعلاقات الإنسانية والقامعة للنفوس السيئة ليس إلا،قالوا لي إن ذلك الكوكب يسمى قمرا،وتلك الأضواء المتناثرة من حوله تسمى نجوما،لكني لم أفهم معنى تواجدها في الفضاء منذ ملايير السنين دون أن تمل أو تكل أو تتقادم، وحتى الشمس لم أفهم مالذي تستفيده من نورها؟لكنني فهمت أنها في خدمتنا بلا وعي منها،بل بإرادة من صانع الوجود،عندما وعيت لم يقبلوا صراخي فكلما صرخت أخرسوني،وعندما أطيل السكوت يأمرونني بالصراخ،علموني بأن الفقر ليس عيباََ فعش فقيرا،لكنني تساءلت لماذا هم أغنياء؟ ولماذا نحن فقراء؟ قالوا لي ولنا،إن الفقراء يدخلون الجنة إن هم صبروا،فتساءلت لماذا لايتصدقون بكل ثروتهم؟ ليصبحوا فقراء ويرافقوننا إلى الجنة؟
ولهذا لاتسأل عن سر لون البرتقال،فهو حكاية أخرى في ٱنتظار من يزيح عنه القشرة ليتلذد بحلاوته.
ذ: إدريس بنيحيى