بقلم الأستاذ خالد بويا
.تمتلك بعض نخب الصحراء -خاصة العائلات المتمرسة في الشأن السياسي- كل المقومات المطلوبة لتأسيس حزب جديد وفق الشروط القانونية المطلوبة وبالتالي الإستغناء عن استجداء التزكيات ومايبذل في سبيلها من الهدايا والولائم والمجاملات في انتظار موافقة قد تأتي وقد لاتاتي حسب مزاجية واهواء بعض الامناء العامين للأحزاب، ناهيك عن الخذلان الذي يواجهونه والذي يصل احيانا الى درجة التخلي عنهم في محطات سياسية حاسمة .
فباستثناء عائلة واحدة او اثنتين بالأقاليم الحنوبية، لا يشفع -لأغلب اقطاب الصحراء- مايحققونه من مكاسب انتخابية معتبرة في حجز مواقع سياسية محترمة ودائمة داخل الهيٱت التي يمثلونها، بل واثبتت الايام ان تجارب “العائلات الكبيرة بالاقاليم الجنوبية” مع الاحزاب لاتستمر طويلا وغالبا ماتنتهي بترحال تلك العائلات من حزب الى ٱخر . .
ولربما ستظل حالات الخذلان (الطرد وتجميد العضوية والمنع من الترشح …، ) تتكرر باستمرار، بسبب الصلاحيات القانونية الكبيرة التي يتمتع بها الامناء العامون ومكاتبهم السياسية، وايضا بسبب الإلتحاق المتاخر والمناسباتي للسياسيين الصحراويين بالاحزاب مما يقلص من شعبيتهم داخل تلك الهيٱت .
فهل النخب التي تدير الشان المحلي بكل تفاصيله المالية والاجتماعية والإدارية والتي يمتلك بعضها امتدادات سياسية وعلاقات اجتماعية ومشاريع تجارية كبرى بمناطق مختلفة من المغرب، غير قادرة على تأسيس حزب سياسي يمكنه اقتحام المعترك السياسي الوطني ومنافسة الأحزاب التقليدية ؟
