بيت الشْعَرْ فيلم وثائقي حساني ضمن الأفلام المختارة لمسابقة الأفلام الطويلة هذا العام بمهرجان الأقصر للسنما الإفريقيةبدولة مصر .
متابعة الجنوبية بريس
فلم بَيْتْ الشْعَرْ هذا تم تصويره بجهة كلميم وادنون إقليم كلميم وإقليم أسا-الزاك خلال شهر فبراير ومارس من سنة 2022 لمخرجته المتألقة مليكة ماءلعينين والمنتج المميز حمودي الكنتي عن شركة الإنتاجSte GR-HM TANMIA
.الفيلم شارك أيضا في مهرجان السنيما حول الثقافة والتاريخ والمجال الأخير بالعيون .
Docu-Fiction يتناول سيناريو فيلم MAISON DES POILS “، في شكله الوثائقي
رحلة مريم،هذه الشابة التي عشقت الخيمة السوداء أو ما يسمى بيت الشّعر، تلك الرحلة التي قادتها إلى البحث عن نوع معين من الخيام للاستثمار فيه، فسافر بنا عشقها عبر الذاكرة لاستكشاف علاقة أهل الصحراء وتاريخهم ببيت الشّعر”الخيمة” خاصة علاقة نسائهن اللواتي أبدعن في نسجها من شعر المعز ووبر الإبل منذ آلاف السنين ، هذه العلاقة التي يمكن تشبيهها بعلاقة الوجود بالرحم الذي منح الحياة لأجيال عديدة في أعماق الصحراء ،إنه فعلا رحم الصحراء الخصب .
في كل مرحلة من رحلة مريم سنتكتشف معها أن لصحراء خصوصيتها في الحياة التي لا تشبه المدن سواء في السكن أو العادات أو التقاليد، وأن الإنسان الصحراوي منذ القديم ابتكر مسكنه المتنقل الذي يوفر له السلم والسلام كما الحماية من الحر و البرد في الصيف و الشتاء على حد السواء، هذا المسكن الذي ليس إلا بيت الشّعر الذي جعل منه مجلسا لشورى واستقبال الضيوف ، وكذا مدرسة ومعهدا لتعليم وتكوين الناس في النهار ، ومهجعا ومضّجعا في الليل
هذا المسكن الذي قاوم الاندثار بعد انتقال ونزوح أهل الصحراء إلى المدن و بناء الباقين منهم لبيوت حجرية وطينية . فاليوم نشهد عودت الخيام لتنصب مجددا في المنازل الفخمة في حلة وغاية جديدة كاتخاذها مجالس لسمر أو نزلا للسياح ، أو فضاء احتفالي بالتراث والثقافة.
يسرد هذا الفيلم في 52 دقيقة حكاية رحم أنجب أجيالا تركت بصمة راسخة في التاريخ و الثقافة والموروث الحساني يصعب طمس ملامحها مع مرور الزمن ، رحم نسج بعانية ودقة فائقة من طرف نساء بارعات نشأن وترعرعن منذ نعومة أظافرهن في حياكة خيوط هذه الخيام التي قد تكون منزل إحداهن يوما ما، أنها حكاية عشق أزلي بين هؤلاء النسوة وخيوط “النيرة”.
في فيلم “رحم الصحراء ” نشاهد ونستمع ونستمتع بحكايات عفوية لنساء أبدعن في نسج بيوتهن و كذا رجال درسوا و نهلوا العلم بين أعمدتها ، حيث يمتزج الحكي بروائح التاريخ والتراث وعبق التقاليد والعادات . إنها رحلة مفتوحة للسفر عبر الزمن من خلال أحاديث وحكايات ولحظات مؤثرة ، بلغة سينمائية تغيب فيها القواعد ليبقى للروح حرية البوح والسرد